عرفت أسعار كراء المحلات التجارية، خاصة ذات الموقع الاستراتيجي لاستعمالها كمكاتب للمداومات الخاصة بالحملة الانتخابية للرئسيات أفريل، ارتفاعا مذهلا فاق نسبة 20 بالمئة مقارنة بالرئاسيات الماضية، فرغم أن المدة لا تفوق 20 يوما وهو عمر الحملة الانتخابية، إلا أن مبلغ الكراء وصل حدود 30 مليون سنتيم خاصة في المدن الكبرى. في جولة قادت "الشروق" عبر مختلف بلديات الجزائر العاصمة، والولايات الأخرى على غرار قسنطينة، عنابة، سكيكدة وباتنة ووهران وورڤلة، وقفت على ظاهرة كراء المحلات التجارية التي تعود إلى الواجهة كلما حلّت الانتخابات التشريعية أو الرئاسية في الجزائر، حيث يقوم أفراد مختصون حسب ما استقيناه عند أصحاب المحلات بجمع معلومات عن عدد المحلات المتاحة لعرضها واقتراحها على ممثلي الأحزاب، والمترشحين للانتخابات في المدن والقرى الموزعة على مستوى القطر الوطني، قصد تمكينهم من فتح مكاتب للمداومة في الحملة الانتخابية، بهدف كسب أكبر عدد من الأصوات. كراء المحلات التجارية لاستعمالها كمكاتب للمداومات الخاصة بالحملة الانتخابية عرف ارتفاعا مذهلا، حيث وصلت في الجزائر العاصمة حسب ما وقفت عليه "الشروق" في كل من شارع ديدوش مراد والجزائر الوسطى وباب الزوار إلى 20 مليون سنتيم، فيما وصلت في الأحياء الراقية على غرار دالي إبراهيم وحيدرة وحي "طامريس" ببرج الكيفان إلى 30 مليون سنتيم، للشهر الواحد وخاصة بالنسبة للمترشح علي بن فليس، وعبد العزيز بوتفليقة. فيما تتراوح الأسعار في الولايات الأخرى حسب مراسلينا في الولايات الكبرى، ما بين 20 و50 مليون سنتيم، حيث وصلت تكلفة كراء المحلات في ولاية عنابة، وبالضبط في ساحة الثورة حي الماجستيك إلى 25 مليون سنتيم، فيما وصلت في الأحياء الراقية مثل حي "المينادية" إلى 30 مليون سنتيم، ونفس الشيء بالنسبة لولاية سكيكدة، حيث تترواح الأسعار ما بين 15 و20 مليون سنتيم في قلب سكيكدة، وبالضبط في الشارع الرئيسي على غرار حي الممرات ولابلاسيت. أما في ولاية قسنطينة، فقد وصلت أسعار كراء المحلات التجارية لاستعمالها كمداومات للحملات الانتخابية لبعض المترشحين إلى 50 مليون سنتيم، وهو حال المترشح الحر علي بن فليس، الذي قام بكراء محلات في المنظر الجميل ب 50 مليون سنتيم، فيما بلغ عدد المحلات التجارية التي تم كراؤها من طرف نفس المترشح 30 محلا بالولاية، 7 محلات على مستوى المدينة الجديدة علي المنجلي، و7 أخرى في الخروب، فيما تشبه المحلات التي تم كراؤها في قسنطينة من طرف بعض المترشحين على غرار فوزي رباعين وعبد العزيز بلعيد، كهوفا على غرار المحلات المتواجدة في حي الشعبي "سويقة". ونفس الشيء بالنسبة لولاية وهران، التي عرفت فيها أسعار المحلات التجارية بمختلف أحيائها وبلدياتها ارتفاعا كبير نتيجة الطلب الكبير عليها من طرف ممثلي الأحزاب السياسية لاستعمالها كمكاتب للمداومات الانتخابية، حيث وصلت الأسعار فيها إلى 35 مليون سنتيم في بعض شوارع عاصمة الغرب الجزائري.