انتقد الناطق باسم الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي، كريم طابو، العسكريين الذين يريدون الزج بأنفسهم في معترك السياسة، في حين تسعى المؤسسة العسكرية منذ سنوات إلى تأكيد حيادها ووقوفها على نفس المسافة من جميع الأحزاب والشخصيات السياسة. فيما وصف طابو الحملة الانتخابية في أسبوعها الأول بالشعوذة السياسية و"جمهورية بدون جمهور". وقال السكرتير الأول السابق لحزب "الأفافاس"، كريم طابو، في تصريح ل "الشروق"، إن خطاب الثكنات في الجزائر حل محل الخطاب السياسي، والدليل على ذلك بروز عسكريين على المشهد الجزائري، في سابقة غير معهودة، بدءا من الجنرال بن يعلى، وبن حديد واليامين زروال وصولا إلى بن شريف، وغيرهم من الشخصيات العسكرية، معبرين عن مواقفهم السياسة أو منتقدين الأوضاع العامة للبلاد، مؤكدا أن حضورهم اللافت مرده إلى غياب الطبقة الحزبية وعجزها عن صناعة الحدث السياسي. يحدث هذا- يضيف طابو- في الوقت الذي تسعى فيه المؤسسة العسكرية إلى تأكيد حيادها وحصر مهامها في حماية أمن البلاد، لكن للأسف الشديد- يقول كريم طابو-: هناك جهات وأطراف وأشخاص ورطوا هذه المؤسسة باسم حماية الجمهورية وإعادة الأمن والاستقرار في البلاد حتى صارت رهينة لأصحاب السلطة. وبخصوصه تقييمه للأسبوع الأول من الحملة الانتخابية عبر الناطق باسم الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي، عن استيائه للمستوى الذي وصل إليه الخطاب السياسي في الجزائر وقال: "فزيادة على النفور الشعبي من حضور تجمعات المرشحين، وهو أمر لم يكن مألوفا في كل المواعيد، فإن ما يمارسه المترشحون للرئاسيات هو شعوذة سياسية إن صح التعبير، فلا يوجد نقاش أو مناظرة مباشرة بين المرشحين لا في الساحة ولا في "بلاطوهات" التلفزيونات أو في وسائل الإعلام بصفة عامة، الأمر الذي جعل حملة رئاسيات 2014 أقرب إلى "مونولوج" منها إلى مبارزة بالأفكار والبرامج". ويضيف طابو أنه بالإضافة إلى نفس الوجوه التي شاركت في المواعيد الرئاسية الماضية ونفس الملصقات لصور المترشحين فإننا نجد نفس الخطابات والشعارات والأخطر من ذلك ما طفا على المشهد السياسي في الأيام الأخيرة على غرار التحالف الذي ولد بين الإسلاميين المتطرفين والاستئصالين تحت غطاء المعارضة، في إشارة واضحة منه إلى حزبي "الفيس والأرسيدي"، أو الهجوم الذي تعرضت له رئيسة حزب العمال لويزة حنون من طرف رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، ما يعني أن الحملة الانتخابية أصبحت مهزلة حقيقية ومسرحية دون متفرجين. وعلى هذا الأساس يقول السكرتير الأول السابق لحزب "الأفافاس" إنه من المستحيل أن نطلق على الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها بعد أقل من 3 أسابيع "الاستحقاق أو السباق الرئاسي"، لأن مستوى المترشحين لا يرقى أن يكون في مستوى النقاش السياسي، فالحقيقة المرة هي أن الانتخابات المقبلة لعبة مغلقة ومخدوعة، والكل يعلم أنها محسومة للرئيس المترشح بالوكالة، عبد العزيز بوتفليقة، والأخطر من ذلك أن المترشحين على دراية تامة بذلك ولكنهم وافقوا وأرادوا أن يشاركوا في مسرحية بدون جمهور.