بِطرح عدد الأصوات المُعبّر عنها في رئاسيات 17 أفريل والبالغ 10220029 صوت من عدد المصوتين البالغ 11307478 سنحصل على 1087449 صوت، ويمثل هذا الرقم "الأصوات الملغاة" (الأوراق الملغاة)، التي لا تحسب لصالح أي من المترشحين الستة، وبالإمكان أن نقول إن هذا الرقم، الذي فاق مليون صوت، يمثل "حزب الغاضبين" الذي سجل حضوره في مختلف المواعيد الانتخابية قبل وبعد التعددية، لكن الحزب كبر اليوم وبات تعداد مليونا وأكثر. الملاحظ أن عدد أفراد "حزب الغاضبين" فاق عدد الأصوات التي حصل عليها بلعيد وحنون وتواتي مجتمعين، حيث حصلوا على 642513 صوت، فيما يتبقّى أمام هذا الحزب 157469 صوت فقط ليتساوى مع عدد الأصوات التي حصل عليها المترشح علي بن فليس البالغة 1244918 صوت. ويمثل "حزب الغاضبين"- بالإضافة إلى المقاطعين الذي بلغت نسبتهم 10563915 أي قرابة نصف المصوتين- "إدانة" أخرى للسلطة، التي تقف كمتهم أول وراء ظهور هذا "الحزب الجديد القديم" الذي يعبّر عن موقفه بطريقته الخاصةن فلا هو مع المقاطعين ولا هو مؤيد للسلطة، إنه غاضب من الجميع. وقد يمثل المترشّح المقصى من الرئاسيات، رشيد نقّاز، أحد "زعماء هذا الحزب"، إذ يجدر بالذكر أن نقّاز دعا أنصاره إلى التصويت بورقة بيضاء عليها كلمة "التغيير"، وعلى فرض أن هذا صحيح، فإن نقّاز سجّل حضوره في الرئاسيات رغم عدم مشاركته فيها. ومقارنة برئاسيات 2009 فإن "الحزب الغاضبين" حافظ على مستوى تعداده، إذ بلغ 727 042 1، ما يستدعي "دراسة خاصة" لهذه الظاهرة المتنامية، مثلما نادى بذلك وزير الداخلية لدى تعليقه على تعداد المقاطعين الذي فاق 10 ملايين صوت.