أكد الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، أن السلطة تعمل على ضرب المعارضة وتستمد قوتها من تنافر مكوناتها، مشيرا أن تجمع المعارضة ليس تصفية حسابات شخصية او سياسية بل رسالة قوية نحو تغيير هادئ. وأوضح ذويبي، لدى افتتاح الندوة السياسية والتنظيمية بحضور إطارات الحركة ومناضليها غصت بهم قاعة الأطلس بمدينة بسكرة أنه يتوجب على السلطة أن تقرأ هذه الرسالة جيدا وتجنب الجزائر مخاطر تفكيك الدولة بسبب ممارستها في تسيير الشأن العام، الكل نزع قبعة فكرته ونزع لون حزبه وإيديولجيته ووضع قبعة الجزائر بلون واحد أليس هو ما كان الشعب ينتظر منذ نصف قرن من الاستقلال. وتطرق في كلمته حول نتائج الندوة الانتقال الديمقراطي بزرالدة وثمن نتائجها ودعا المناضلين والشعب الجزائري إلى تبني ما جاءت في الندوة واعتبرها حدثا تاريخيا منذ الاستقلال، حيث لم تجتمع المعارضة الجزائرية بكل مكوناتها وأطيافها مثل اليوم والممثلة للمناهج والمدارس الفكرية الموجودة لم يكن يتوقع ان تجتمع هذه الطاقات السياسية تحت سقف واحد نظرا للبيئة السياسية التي أنتجتها السلطة وأفسدت العمل السياسي ونشرت ثقافة التفرقة بين الجزائريين لكيلا يلتقوا على أمر واحد. وقال إن اجتماع المعارضة الوطنية بكل مكوناتها هو مكسب للجزائر وصمام أمان لمستقبل الجزائر بعد فشل النظام في مواكبة التطورات الوطنية والإقليمية والدولية مما رهنت سيادة الجزائر وعرضت القرار السياسي للدولة للابتزاز الخارجي. وأوضح أيضا في رده لبعض منتقدي الندوة الانتقال الديمقراطي قال "كنا ننتظر تجاوبا رسميا من السلطة مع نتائج الندوة لمصلحة الجزائر في توحيد جهود المعارضة الوطنية، غير أنها راحت توظف أصوات مأجورة من وكلائها المعتمدين ممن احترفوا حرفة تكريس الرداءة السياسية لحسابات شخصية على حساب القيم والأخلاق السياسية والنضال الحقيقي في رفع مستوى الأداء السياسي والرقي بالأمة إلى نجاح التجربة الديمقراطية بمعايير دولية لا في تكريس الرداءة السياسية وتغليط الرأي العام باستعمال السلطة كذريعة لمصادرة الإرادة الشعبية واتهام باطل للمعارضة الوطنية بانقلاب على الشرعية"، متسائلا "متى كانت هناك شرعية موجودة حتى تنقلب عليها المعارضة؟". وأضاف بأن "لقاء 10 جوان للمعارضة بزرالدة أسقط أهم ركيزة للسلطة تستمد وجودها هو العيش على متناقضات للطبقة السياسية الجادة ورسالة الطبقة السياسية الجادة هو الانتقال الديمقراطي الحقيقي الذي يعتمد على الشرعية الشعبية بدل من الشرعية التاريخية التي وصلت إلى طريق مسدود وانتهى مفعولها اليوم". وبخصوص السياسية الخارجية والإقليمية الدولية للجزائر، ندد ذويبي بموقف السلطة الجزائرية ب"تعريض السيادة الوطنية للابتزاز الدولي وهو ما تجلى من تصريحات أطلقها وزير خارجية فرنسا مؤخرا بأنه تم اتفاق مع السلطة الجزائرية لعودة قاضي الفرنسي للتحقيق فوق أرض الجزائر وفي قضايا جزائرية"، وقال هذه "أكبر ضربة لسيادة القضاء الجزائري واستقلاله وخضوعه تحت وصاية السلطة التنفيذية التي تعرض البلد للابتزاز"، وقال "بأي صفة يأتي قاض فرنسي باسم الشعب الفرنسي يحقق في قضايا جزائرية هي من صميم السيادة الوطنية أليس السلطة اليوم أصبحت من أجل أن تبقى تستمد شرعيتها من خلال تعريض سيادة الوطن لعدو الأمس أين هي قوانين الجمهورية ومن هي السلطة الدستورية التي ستقف أمام هذا الانزلاق السيادي". وفي موضوع ما يجري على الحدود رفض الأمين العام لحركة النهضة شكلا ومضمونا فكرة الزج بالجيش الجزائري للتدخل خارج الحدود وقال "إن عقيدة الجيش الجزائري مستمدة من رسالة الجيش التحرير الوطني وهي حماية الجزائر وحدودها وأمنها أما ما دون ذلك هو انحراف خطير تتحمله القيادة على هرم مؤسسات الدولة في إنهاك قوى الجزائر وتعريض الأمن الاستراتيجي للجزائر في حروب طويلة لا تنتهي"، وقال "علمتنا التجربة وما يحدث من العالم أن الغرب أشعل نيران ويريد أن يقضى على قدرات البلدان العربية وعلى رأسها الجزائر فيما استثمرته من قدرات مادية وبشرية وتطوير البنية التحية لجيشها". وقال الغرب ينقذ خطة الفوضى الخلاقة التي بشر بها منذ سنوات في المنطقة ويراد للجزائر أن تكون وقود لهذه الفوضى الخلاقة في المنطقة تكون حدوده الشاسعة هي أرض لحروب العصابات وحروب قبائل وتعطيل مشوار التنمية والتطور وإرهاق القدرات القتالية العالية الجيش الجزائري. وأضاف أن "الغرب هو من أشعل نار الفتنة بطريقة أو أخرى وعليه أن يدفع الثمن هو ليس نحن وقال ما يحدث من حروب في مالي ومجازر في إفريقيا الوسطى وانزلاقات أمنية وقبائلية في ليبيا وإرهاب في تونس هو كله مخططات غربية بامتياز لتلغيم الجزائر وجرجرتها في حروب طويلة الأمد نظرا لتداخل الجغرافيا مع التاريخ مع التركيبة الديمغرافية البشرية والعرقية واختتم بقوله لن نسمح أن تكون الجزائر دركي في المنطقة لحروب استعمارية جديدة وإنهاك مؤسسات وقدرات جيشنا الذي هو صمام أمان للدولة الجزائرية".