أنهى خلاف حول مجريات التحضير للمؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني، حبل الود الذي بدا أنه نسج بين القيادة الحالية والحركة التقويمية للحزب، بزعامة المنسق عبد الكريم عبادة، في وقت سابق. وجاء إعلان "التقويمية" عن رسالة موقعة من قبل منسقها، عبد الكريم عبادة، وجهتها إلى الأمين العام للحزب، ولم يتجاوب معها، كما قالت، ليؤكد انتهاء شهر العسل الذي تجلى بوضوح خلال دورة اللجنة المركزية المنعقدة في 24 جوان المنصرم، تقارب فهم في حينه على أنه جاء لعزل جماعة بلعياط التي كانت تدفع نحو تحكيم الصندوق في تلك الدورة، أملا في إعادة عبد العزيز بلخادم، الذي أطيح به في دورة "الرياض" إلى منصب الأمانة العامة للحزب. وكشفت الرسالة، التي حصلت "الشروق" على نسخة منها، عن خيبة أمل كبيرة لدى "الحركة التقويمية" برغم التقارب الذي حصل مع القيادة الحالية للحزب، في 24 جوان المنصرم، وخاطبت الأمين العام: "لقد كنا نأمل أن يجسد خطابكم الذي افتتحتم به الدورة الأخيرة للجنة المركزية على أرض الواقع. هذا الخطاب الذي يتطابق وأرضية مطالبنا التي ناضلنا من أجلها منذ تأسيس الحركة، والمتجاوبة مع انشغالات المناضلين وطموحاتهم، لا سيما ما تعلق بتقويم مسار الحزب وإرساء المصالحة من خلال إنصاف المناضلين بالقضاء على كل أشكال الإقصاء والتهميش والتغييب، وكذا القضاء على كل مظاهر الفساد التي أضرت بالحزب وبسمعته". "التقويمية"، وبحسب ما جاء في الرسالة، تطالب بتنصيب اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر، وتشكيل مكتب اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر، مع منحها (اللجنة) كافة الصلاحيات لتنظيم المؤتمر "في جو من التعاون والتآزر والتضامن"، بالإضافة إلى "فتح نقاش ديمقراطي وإقامة حوار شفاف في أوساط المناضلين من دون إقصاء". غير أن عضوا بارزا في المكتب السياسي للحزب، أكد في اتصال مع "الشروق" أن لجنة تحضير المؤتمر العاشر تم تنصيبها في دورة اللجنة المركزية الأخيرة، التي حضرها، كما قال، محرر هذه الرسالة وجماعته، في إشارة إلى عبد الكريم عبادة، لكن الأخير رد أيضا بقوله إن اللجنة المنصبة تضم جميع أعضاء اللجنة المركزية البالغ عددهم 350 فرد، وهذا أمر غير معقول، بحسب ما أدلى به عبادة ل "الشروق". وتطالب التقويمية على لسان منسقها ب "بتشكيل مكتب للجنة يتكون ما بين عشرين وثلاثين عضوا، يتم اختيارهم على أساس المصداقية والأقدمية والنزاهة، حتى يتسنى للجنة التقدم في مهامها"، معتبرا "ما يحدث في الحزب تسييرا ينزع نحو العودة إلى الممارسات التي كان يسير بها الأمين العام السابق، عبد العزيز بلخادم، الحزب". ما هو واضح هو أن عبادة ينتقد بطء مجريات التحضير للمؤتمر العاشر، الذي لم يعد يفصل عنه سوى شهرين ونيف، وهو ما دفعه إلى التشكيك في جدية التحضير وفي نوايا القيادة الحالية للحزب.