سارعت أحزاب الموالاة إلى إبعاد "حرب" الأجنحة داخل السلطة، من خلال تصريحات تبدو مبرمجة لدرء هذه "الإشاعة"، في محاولة لإبراز حميمية العلاقة بين الفرقاء، رغم بروز أدلة وقرائن تؤكد وجود هذه الخلافات. وكان مدير ديوان رئيس الجمهورية، أحمد أويحيى قد نفى في أول ندوة صحفية له بعد عودته إلى قيادة التجمع الوطني الديمقراطي، وجود أي صراعات بين أجنحة السلطة لتحضير خليفة الرئيس بوتفليقة، الذي سيكمل عهدته الرئاسية إلى نهايتها، وهو نفس التصريح للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني الذي اتهم المعارضة بتوهم صراعات بين مؤسسات الحكم، رغم دفاعه عن جهة معنية دون أخرى. وأدلى عمار غول، رئيس تجمع أمل الجزائر ووزير السياحة بدلوه في الموضع سائرا على خطى سلفيه، ورفض الحديث عن وجود "صراع أجنحة" في هرم السلطة بخصوص مسألة خلافة الرئيس، وقال "لا يوجد أي مشكل، لا توجد معارضة ولا صراع في هرم الدولة"، وأضاف: "ثقوا تماما أنه لا يوجد أي مشكل بين رئيس الجمهورية والفريق أحمد قايد صالح والجنرال توفيق". وفسر القيادي في جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف في تصريحات ل"الشروق" تسويق أحزاب المولاة للعلاقة الحميمة بين أجنحة السلطة، برغبة الأخيرة بالوقوف أمام ما اعتبره "مد" المعارضة بكل الوسائل، والتي بدأت بترتيب بيتها داخليا وترتيب أحزابها، بدءا بالمؤتمر العاشر للأفلان وعودة أحمد أويحيى إلى الأرندي، التصريحات المتضاربة بين أحزابها التي تعبر "فعلا" عما يدور في هرم السلطة، مبرزا أن كل حزب من أحزاب السلطة يعبر عن رأي الجهة التي ينتمي إليها والتي يمثلها والتي تعتبر مصدرا لمعلوماته، وهذا ما يفسر بحسبه التصريحات المتناقضة في كثير من الأحيان بين قيادات أحزاب الموالاة. ويعتقد النائب البرلماني، أن السلطة تسعى من خلال خطابات أحزابها إلى إلهاء الشعب الجزائري عن حقائق الأمور وعن الخطر المحدق الذي تعيشه السلطة، سواء في الجانب الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي، خاصة ونحن على مقربة من دخول اجتماعي ساخن، وأضاف أن السلطة ترتب "البيت" للمرحلة القادمة ولكن بصفوف مشتتة، وهو الأمر الذي جعل زبائنها يرتبكون في قراراتهم وفي تصريحاتهم أمام قوة ما يراه بن خلاف طرح المعارضة بمختلف أطيافها، التي تريد خروج البلد من أزمته بأخف الأضرار. ويعتبر بن خلاف، خطاب أحزاب الموالاة بأنه تصريحات لا لزوم لها تؤكد وجود صراع محتدم بين الأجنحة الحاكمة، وتساءل بالقول "إن لم يكن هناك صراع، فمن طلب من هؤلاء أن يصرحوا لنا بأنه ليس هناك صراع وليس هناك مشكل ويسمون هذا بعمي وذاك بأبي والآخر بأخي؟ مبرزا أن هذه الأمور تزيد من الطين بلة، وتزيد في الهوة، إضافة إلى المشاكل التي تعيشها البلاد". وعدد المتحدث مظاهر أزمة السلطة، في شتى المجالات، الاجتماعية السياقة والاقتصادية، ففي المجال السياسي، عجزها عن وضع دستور توافقي كما سوقت لذلك من قبل، وفي المجال الاجتماعي تسجيل 12 ألف احتجاج سنويا، ومهازل شهادات البكالوريا والتعليم المتوسط، وحتى التعليم الابتدائي، أما اقتصاديا فكيفي بحسب المتحدث ما تعيشه البلاد من انسداد، خاصة بعد انخفاض سعر المحروقات والذي فضح بسببه دعاة العهدة الرابعة.