دعت حركة النهضة، أحزاب المعارضة الى عدم الانسياق وراء تصريحات الحكومة وأحزاب الموالاة التي تحاول جرها إلى معركة ليست طرفا فيها، من خلال تعليق شماعة الفشل السياسي والاقتصادي والاجتماعي طيلة 16 سنة على غيرها، رغم الاعتراف بحجم الأزمة التي تهدد بنسف أمن واستقرار البلد. وصف عضو مجلس الشورى لحركة النهضة فاتح ربيعي تصريحات الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى الأخيرة، من حيث انتقاد سياسة الحكومة الحالية وتحميلها مسؤولية تعطيل الآلة الاقتصادية ونصح المعارضة بالكف عن التهريج السياسي، بصراعات العصب على المواقع والثروات، والتي لا تملك فيها المعارضة ناقة ولا جمل، منبها قادة التنسيقية لعدم الانسياق وراء الاتهامات التي تكيلها الحكومة في كل مرة على لسان وزيرها الأول وطاقم حكومته، أو على لسان عمار سعيداني أو أحمد أويحيى، يحاولون من خلالها تحميل مسؤولية فشلهم في تسيير ثروات البلاد والعجز عن تحقيق نمو اقتصادي الى غيرهم، خاصة المعارضة، واتهامها بمحاولة تأجيج الشارع والتأثير على الرأي العام بالخطابات السوداوية. وقال ربيعي في هذا السياق "على الأقل هم يعترفون بالأزمة التي كانت المعارضة تدق ناقوس خطرها منذ زمن، وإن كان خطابنا سوداويا فاعترافهم بالأزمة والعجز عن حلها زاد من سواد الوضع". وحمل ربيعي أويحيى مسؤولية الوضع الذي ينتقده اليوم، كونه أحد رجالات السلطة الذين تعاقبوا على حكومات وكانوا من أوائل المطبلين والمهللين والمدافعين عن برنامج الرئيس الذي يتهمه اليوم بالتسبب في خلق الأزمة. ويرى القيادي بحركة النهضة أن الاعتراف بالفشل هو بداية الحل، ولكن توجد –حسبه- تحديات حقيقة تتطلب التحول الجاد والتغيير الحقيقي الذي لن يتم إلا برحيل النظام الحالي. ودعا ربيعي أحزاب الموالاة للمساهمة في حل الأزمة بدل كيل الاتهامات لغيرها، وإلهاء الشعب بصراعات جانبية تزيد من تعميق المشكل. من جهته، وصف المكلف بالإعلام بحزب طلائع الحريات عظيمي أحمد تهجم أحمد اويحيى على المعارضة باللاحدث، وقال في تصريح للجزائر الجديدة، أن ما يقوله سعيداني أو أويحيى، لا يعبأ به حزب طلائع الحريات، مشيرا إلى أن الجزائر تعيش أزمة حقيقية على جميع المستويات، وعوض التفكير في كيفية تجنيب الشعب الكارثة، "لا تهتم بعض الأحزاب التي تصنف نفسها في أعلى قائمة الأحزاب وتنسب لنفسها الفضل في قيادة الجزائر، إلا بانتقاد غيرها".