اعتبر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، رغبة بعض الأقدام السوداء في زيارة الجزائر، قرارا سياديا للدولة الجزائرية، وقال أنه عليها التعامل معه بحكمة، وسئل سعداني أمس، على هامش محاضرة ألقيت بمقر المجلس الشعبي الوطني حول ثورة أول نوفمبر 1954، عن موقف الأفلان من مطلب اعتذار فرنسا عن جرائمها، أن الفرنسيين يعرفون جيدا ما ارتكبوه من جرائم منذ 1830 إلى غاية 1962، ويعرفون تاريخهم "الأسود"، "ويجب أن يعترفوا بذلك". وأضاف بأن اعتراف فرنسا بالجرائم التي اقترفتها في حق الجزائريين خلال الحقبة الاستعمارية هو أولا اعتراف أخلاقي "إذا أرادت فرنسا الإبقاء على الأخلاق، على جمهوريتها أن تعترف بجرائمها في حق الجزائريين"، مشيرا إلى أنه على الفرنسيين مؤرخين كانوا أم مسؤولين أن يعترفوا بجرائم بلادهم الاستعمارية. وبخصوص المبادرة التي أطلقها حزب جبهة التحرير الوطني، المتمثلة في تشكيل جبهة وطنية لدعم برنامج الرئيس، قال سعداني أنها مبادرة مفتوحة للجميع وأن "لكل واحد الحق في الاستجابة أم الرفض"، مبرزا أن المبادرة التي أعلن عنها حزبه هي مبادرة وطنية وضعت بين أيادي الجميع، أي الأحزاب السياسية بما فيها المعارضة والجمعيات الوطنية التي سيتم مراسلتها في الأسابيع القادمة، مشيرا إلى أن "الحزب لا يمتلك فيها الرأي الفاصل، وللجميع حرية القبول أم الرفض". وذكر ردا على سؤال يتعلق بإمكانية عدم استجابة الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى الانضمام إلى مبادرة حزبه "أن المبادرة وضعت بين أيادي الجميع، والتجمع الوطني الديمقراطي هو واحد من عشرات الأحزاب، وله حرية الانضمام من عدمه"، مؤكدا على أهمية إشراك منظمات المجتمع المدني في المبادرة بالنظر إلى دورها المهم في بناء "الدولة المدنية"، يقول سعداني. وعن تعديل الدستور الذي لم يفرج عنه ولم يحل للمناقشة، رد سعداني بجواب مقتضب "علمه عند ربي وعند الرئيس"، فيما أكد أن الأفلان سيكون له مرشحه بعد 2019، وشدد ردا على سؤال يتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة، أن الرئيس بوتفليقة موجود، وأن الحديث عن رئاسيات 2019 مايزال مبكرا، مستطردا بأن الحزب سيكون له مرشح في ذلك الوقت "وبالضرورة سيكون له منافسين والفيصل يبقى للصندوق"، لافتا من جانب آخر إلى أن جبهة التحرير الوطني تحضر على قدم وساق لانتخابات التجديد النصفي للبرلمان، على مستوى الحزب وخارجه، نافيا أن يكون الحزب العتيد يعرف نزيفا لمناضليه، مؤكدا من جانب آخر أن عشرات المناضلين من أحزاب أخرى التحقوا بالأفلان.
واستغل سعداني طرح سؤال بما تم نشره في وقت سابق ب"موند أفريك"، بخصوص امتلاكه عقارات في فرنسا، لتثمين قرار العدالة الفرنسية الذي قال أنها أنصفته، "الملف فصلت فيه العدالة الفرنسية، وأشكرها على تعاملها العادل مع القضية، وبإمكانكم الإطلاع على فحوى الحكم على موقع العدالة الفرنسية".