مثلما كان متوقعا، أعلن قياديون في التجمع الوطني الديمقراطي عن ميلاد "حركة تصحيحية" رفعت لواء المطالبة بتأجيل موعد انعقاد المؤتمر الاستثنائي للحزب، المرتقب الشهر المقبل، وهو المطلب الذي تضمنه بيان وقعه قياديون من بينهم مؤسسون. وتوّج البيان اجتماعا التأم بالعاصمة أول أمس الاثنين، وضم "مجموعة من مناضلي وإطارات التجمع الوطني الديمقراطي مدعومة بأعضاء من المجلس والمكتب الوطنيين"، من بينهم الطيب زيتوني، نورية حفصي، ياحي مصطفى، كروشة اسماعيل، بومزواد مروان، حيتة عمار، سماتي زغبي، وكل هؤلاء أعضاء بالمجلس الوطني، فضلا عن النائب السابق قاسم كبير وهو أبرز مؤسسي الحزب، بالإضافة إلى البرلمانيين السابقين بوساحية التونسي، ساحل علي، عز الدين سعدي، والقيادي مختار بودينة . الاجتماع وبحسب البيان، خصص "لدراسة التطورات الأخيرة على مستوى القواعد النضالية وما آلت إليه التحضيرات الميدانية لانعقاد المؤتمر الاستثنائي"، وتوقف المجتمعون عند ما سموها "الاختلالات والشوائب التي سايرت انطلاق عملية تحضير هذا المؤتمر، من عدم الجدية في المناقشات والإثراء، وكذا كيفية تحضير مشاريع اللوائح التنظيمية والاقتصادية والثقافية والسياسية، فضلا عن الخروقات القانونية في تشكيلة اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر، كلها عوامل رهنت هذه العملية منذ انطلاقها ". وقدّر المجتمعون بأن التحضير للمؤتمر الاستثنائي على مستوى القواعد شابه "الإقصاء والتهميش للمناضلين"، فضلا عن "عدم احترام مبادئ الديمقراطية في انتخاب مندوبي هذا المؤتمر على مستوى المكاتب الولائية، وما انجر عنها من ممارسات اتسمت بعدم الشفافية واللجوء إلى التعيين بدلا من الانتخاب"، يضيف البيان، الذي شدد على عدم "التغاضي عنها أو التسامح معها". وأوضح البيان أن الطريقة التي تم التحضير بها للمؤتمر الاستثنائي "أدت إلى احتجاجات واعتصامات على مستوى القواعد النضالية، وصلت إلى حد غلق بعض المكاتب الولائية، وهي صورة لا تليق بحزبنا من جهة، وتزيد في التوترات داخل المجتمع من جهة أخرى، في وقت نحن مطالبون كمناضلين بتقوية جبهتنا الداخلية في ظل ظروف استثنائية أمنية واقتصادية تمر بها البلاد". وانطلاقا مما سبق، خلص المجتمعون إلى "المطالبة بقوة كمرحلة أولى بتأجيل انعقاد المؤتمر الاستثنائي، وهذا من أجل تصحيح الانحرافات والاختلالات التي سجلت على مستوى التحضير التنظيمي القاعدي، ضمانا للحفاظ على وحدة وتماسك التجمع، ومناداة كل المناضلين الغيورين، ودعوتهم إلى التحلي بالالتزام والانضباط، بعيدا عن الممارسات التي تتنافى مع قيم ومبادئ التجمع ملتفين حول مطلب التأجيل". وجاء هذا البيان بعد تخلف الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي عن تجمع القاعة البيضاوية الداعم للرئيس بوتفليقة، وهو التجمع الذي شهد هجوما لاذعا من قبل الأمين العام للأفلان، عمار سعداني، على غريمه أويحيى، حيث اتهمه بخيانة ثقة الرئيس بوتفليقة الذي عينه مديرا لديوان الرئاسة. كما اعتبرت مشاركة القيادية في الأرندي، نورية حفصي، بصفتها الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، وخالفة مبارك، الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين، في مبادرة الأفلان، تمردا صريحا على أويحيى، الذي كان أعلن مقاطعة حزبه لتجمع القاعة البيضاوية.
رئيس المجموعة البرلمانية للأرندي محمد قيجي ل "الشروق": عهد الانقلابات ولّى.. وسعداني الأمين العام للأفلان وليس الأرندي في هذا الحوار المقتضب، يتحدث رئيس المجموعة البرلمانية لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، عما يشاع بخصوص حركة تصحيحية تهدف إلى قطع طريق الأمين العام بالنيابة للأرندي، أحمد أويحيى، لتولي قيادة الحزب لعهدة جديدة، ويؤكد أن المرشحين المحتملين لا يؤثرون على حظوظ مدير الديوان بالرئاسة في الفوز. ما حقيقة الحركات التصحيحية التي يقال إنها تحضر لقطع طريق أويحيى إلى منصب أمين الأرندي في المؤتمر الاستثنائي المقبل؟ لا توجد هناك حركة تصحيحية ولا هم يحزنون. عهد الانقلاب ولى. وإذا كان هناك من يريد الترشح لمنصب الأمين العام، فمرحبا به، وفق القانون، فكل مناضل تتوفر فيه شروط الترشح لهذا المنصب من حقه الترشح، إذا كان هناك أكثر من مرشح، فالاقتراع سيكون الفيصل، وقد أكد ذلك الأمين العام بالنيابة. هل تعتقدون أن لذلك علاقة مع دعوة الأمين العام للأفلان، عمار سعداني، أويحيى إلى ترك منصبه في الرئاسة؟ ليس لدي جواب، ولكن سعداني هو الأمين العام للأفلان وليس أمينا عاما لحزبنا، ومن ثم فلا يحق له التدخل في الشؤون الداخلية للحزب، مثلما لا يحق لنا التدخل في الشؤون الداخلية للأحزاب الأخرى. ألا ترون أن عدم حضور أويحيى تجمع القاعة البيضاوية كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس؟ الأرندي هو من قاطع تجمع القاعة البيضاوية وليس أويحيى، وهذا الأخير ما هو إلى فرد يدير شؤون الحزب، ونحن منذ البداية قلنا إن مبادرة "الجدار الوطني" لا تعنينا. أما أولئك الذين شاركوا في ذلك التجمع (يقصد نورية حفصي، الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، ومبارك خالفة الأمين العام للمنظمة الوطنية لأنباء المجاهدين)، فقد حضروا بصفتهم مسؤولين عن المنظمات التي يقودونها، وليس كمناضلين في الأرندي. إلى متى سيظل أويحيى صامتا في وجه الحملة المركزة ضده؟ أويحيى رجل دولة، ورئيس الجمهورية هو من يقرر الأشخاص الذين يكلفون بتولي مهام في رئاسة الجمهورية. وأعتقد أن من يحترم رئيس الجمهورية، يتعين عليه عدم الطعن في الأشخاص الذين يعينهم الرئيس في المسؤوليات. ما قولكم بشأن من يعتبر أن أويحيى انتهى سياسيا؟ أعتقد أن من يقرر إنهاء المسار السياسي لأي رئيس حزب، هم مناضلو هذا الحزب. هل تعتقدون أن ما يتعرض له أويحيى اليوم إنما هو نتيجة لطموحاته السياسية؟ نحن صامدون ومستمرون ونعمل في صمت، لبناء الأرندي، وبرأيي فإن ترشح الوزير السابق بلقاسم ملاح، لا يزعجنا، لأننا نحن أول حزب في الجزائر يؤسس لاختيار أمينه العام عن طريق الاقتراع السري.
زيتوني ينفي.. وكبير يؤكد نفى القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي، الطيب زيتوني، في تصريح ل "الشروق" أن يكون قد وقع على البيان الذي يدعو إلى تأجيل موعد المؤتمر الاستثنائي للحزب، المرتقب الشهر المقبل، بسبب الخروقات التي شابت التحضير له، في حين أكد قاسم كبير أنه يؤيد كل ما جاء في البيان السالف ذكره.