فضل الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، وضع النزاعات والخلافات التي كانت قد نشبت بين القيادة وجماعة التصحيحيين، جانبا، من خلال فتح قوائم الحزب لعناصرها بالقاعدة بعدد من الولايات، تحضيرا للانتخابات الرئاسية التي من المحتمل أن يخوض غمارها الأمين العام للأرندي. القرار الذي اتخذه الأمين العام للأرندي، أحمد أويحيي، بعدم وضع أي عراقيل أمام مناضلي الأرندي الأكفاء من الجهتين، الموالين والمعارضين له، كان بعدد كبير من الولايات، حيث تم فتح المجال للمناضلين للترشح وفق ما يمليه القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب، حسب ما جاء على لسان القيادي في الحركة التصحيحية للأرندي، السيد بلقاسم بلحصير، في تصريح ل”الفجر”. واعتبر مصدرنا أن ولاية باتنة كانت من أهم الولايات التي تم بها ترشيح عدد كبير من عناصر الحركة التصحيحية في الأرندي، حيث من مجموع 61 بلدية ترشح الموالون للحركة التصحيحية في المراتب الأولى ل10 بلديات، وكانت مواقعهم ما بين المرتبتين الأولى والثالثة. وأضاف بلحصير، السيناتور السابق في الحزب، أن عدة ولايات تم بها ترشح عدد من عناصر الحركة التصحيحية للحزب، على غرار بسكرة، أم البواقي، سوق أهراس، عنابة، سيدي بلعباس، وهران ومعسكر، مشيرا إلى أنه تم إعطاء تعليمات لعناصر الحركة بعدم قبول تقنية ”ملء القوائم”، حيث أعطيت تنبيهات بعدم قبول الترشح في المراتب دون الأولى الثانية أو الثالثة في قوائم. وفسر المنسق الجهوي للحركة بولايات الشرق الجزائري، أن الحركة التصحيحية، كانت قد حذرت أنصارها من الترشح خارج قوائم التجمع الوطني الديمقراطي، لأن خطتها الأساسية هي إصلاح الحزب وتحقيق جملة من المطالب المتمثلة في استخلاف بعض المنسقين الولائيين للأرندي بآخرين، وتغيير المكتب الوطني فضلا عن الذهاب إلى مؤتمر استثنائي يعاد فيه انتخاب قيادات جديدة، وهي كلها مطالب يقول منسق الحركة التصحيحية لا ترمي إلى تشكيل أي حزب جديد خارج الأرندي. وواصل المتحدث بأن الأمين للحزب ”لا يريد الخسارة في المحليات القادمة، خاصة وأنها العمود الفقري للانتخابات الرئاسية التي من المحتمل جدا أن يدخلها ويريد قواعد صلبة بالولايات لخوضها”. ولم يستثن مصدرنا نسبة 7 بالمائة التي جاء بها قانون الانتخابات الأخير وتخوف القيادة من آثارها الوخيمة على النتائج، ولهذا فضلت الاجتهاد وتكثيف الجهود، وتركيز الاهتمام على النجاح، خاصة وأن نسبة 5 بالمائة التي طبقت في الانتخابات التشريعية كلفت الحزب نتائج وخيمة، وهذا أيضا كان أحد أسباب قيام الحركة التصحيحية لإنقاذ الأرندي من الزوال فيالانتخابات المحلية. وفي رده على سؤال متصل بما إذا كان قياديو التصحيحية، أي كل من الطيب زيتوني، بلقاسم بلحصير، نورية حفصي وبوبريق قد شاركوا في الترشيحات، أكد أنهم لم يتقدموا حتى يتركوا المجال للآخرين، مشيرا إلى أنه هو شخصيا رفض الترشح واقترح أشخاصا آخرين.