هوّن رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي بالغرفة الأولى محمد قيجي، في هذا الحديث المقتضب من تحركات مناوئي أحمد أويحيى، وقال إنها حركة عادية لا يجب تضخيمها. فالحراك حسبه والنضال لا يجب ان يكون بتحرير بيانات ونشرها في الجرائد، وأضاف المتحدث قائلا "لا علاقة للأفلان بما يجري داخل الحزب، فهو شأن داخلي"، وأكد أن المؤتمر سيعقد بتاريخه المحدد. ما مدى صحة التحركات التي يقوم بها عدد من قيادات وإطارات الحزب للإطاحة بالأمين العام بالنيابة للارندي احمد اويحيى؟ أصحاب البيان قياديون ساخطون وغاضبون يبحثون عن التموقع، وفشلوا في حجز مقاعد لهم بين المؤتمرين، لأنه لم يتم التصويت عليهم في القاعدة، فلم يتمكنوا من الظفر بمقعد في المجلس الوطني واللجنة المكلفة بالتحضير للمؤتمر التي يترأسها أحمد أويحيى، بدليل ما ورد في بيانهم حيث اتهموا قيادة الحزب بالإقصاء والتهميش وعدم احترام مبادئ الديمقراطية في انتخاب مندوبي هذا المؤتمر على مستوى المكاتب الولائية. الحركة التي أعلنوا عن تأسيسها عشية التحضير للمؤتمر الخامس المزمع عقده بداية ماي المقبل هي حركة عادية، وليكن في علمهم أن عهد الحركات التصحيحية والانقلابات قد ولى، فالقانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب واضح، ومن أراد الترشح لمنصب الأمانة العامة لثاني قوة سياسية في البلاد مرحبا به، والصندوق هو الفاصل بين المتنافسين. هذه الأمور تحدث على مستوى كل الأحزاب السياسية المقبلة على الاستحقاقات او المؤتمرات، فالأشخاص الذين لا يجدون مكانا لهم ضمن المؤتمرين يسعون جاهدين للتشويش على القيادة. التصحيحيون يطالبون بتأجيل المؤتمر، ما موقف قيادة الحزب من هذه المطلب؟ التحضير للمؤتمر الاستثنائي للحزب يسير بوتيرة عادية، وسيعقد المؤتمر بتاريخه المحدد، والقيادة لن ترضخ لمطالب أقلية صغيرة، وأويحيى يوصي مناضلي الحزب الانضباط وتجنيب الأرندي الخلاف عشية التحضير للمؤتمر الاستثنائي للحزب، ومن له مشكل فليعالجه مع المشرفين على إدارة شؤون الأمانات الولائية والبلدية. هل تعتقدون أن لهذا الأمر علاقة بالحملة الإعلامية التي شنها الأمين العام للافلان عمار سعداني ضد أويحيى؟ لا علاقة لحزب جبهة التحرير الوطني بما يحدث داخل الأرندي، فحزبنا مستقل عن باقي التشكيلات السياسية وكل ما يتعرض له هو شأن داخلي. وبخصوص عدم مشاركة الأمين العام بالنيابة للحزب في تجمع القاعة البيضاوية، فموقف الحزب واضح بخصوص مبادرة الأفلان، لكن هذا لا يمنعنا من أن نبقى حلفاء في القضايا المصيرية ودعم رئيس الجمهورية في كل التحديات. وبالمقابل أرفض التعليق على ما قاله سعداني ومطالبته لأويحيى بتقديم استقالته. هل تتوقعون بقاء أويحيى على رأس الأرندي، خاصة مع تمسك بلقاسم ملاح بمنافسته وأكد في العديد من الخرجات الإعلامية أنه واثق من الفوز؟ ليس بحكم العلاقة التي تجمعني به، لكن أنا جد واثق من أن أحمد أويحيى سيكون رجل المرحلة في الحزب، خاصة أن الجزائر مقبلة على مراحل عصيبة، بحكم التوتر الأمني على الحدود، والأزمة الاقتصادية التي طرقت أبواب الجزائر، واستبعد تزكية المؤتمر لاسم آخر غير أويحيى الذي سيخلف نفسه. وترشح بلقسام ملاح، طموح مشروع وتم داخل الأطر القانونية، وهو لا يخيفنا.