نصح الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، حكومة عبد المالك سلال، بالابتعاد عن الاستدانة الخارجية والحلول السهلة في تعاطيها مع الأزمة الاقتصادية، وغازل أويحيى المؤسسة العسكرية مطولا فيما اتهم بعض الأطراف باستهداف الجزائر من بوابة الحدود المشتعلة، وعلى خلاف خطاباته السابقة التي كان ينتقد فيها المعارضة، دعا الطبقة السياسية إلى إجماع وطني والجلوس على طاولة الحوار. وقال أويحيى في كلمة له أمس، بمناسبة انعقاد المجلس الوطني لحزبه بتعاضدية عمال البناء بالعاصمة، إنه يجب أن يقفز سعر برميل النفط إلى 90 دولارا للبرميل ليكون للجزائر هامش للتحرك بأريحية، موضحا: "إنّ بلادنا تواجه إضافة إلى تحديها الأمني، تحديا ماليا عويصا جراء الانخفاض الشديد لأسعار النفط في السوق العالمية، انخفاض لم تسلم من عواقبه أي دولة منتجة للمحروقات في العالم، ما أدى بها جميعا إلى اتخاذ قرارات وإجراءات هيكلية تماشيا مع الواقع الجديد". مدير ديوان رئاسة الجمهورية، نصح بعدم الاستخفاف بمخاطر هذه الأزمة العالمية التي لا تزال مستمرة: "يجب علينا تفادي الوقوع في فخ الحلول السهلة التي ترافع لها بعض الأصوات، وفي مقدمتها اللجوء إلى الاستدانة من الخارج، التي ستؤدي في حالة الإفراط فيها، إلى رهن السيادة الاقتصادية للبلاد، كما قد تنجر عنها عواقب وخيمة على المجتمع، سبق لشعبنا أن عانى من ويلاتها أثناء مرحلة إعادة الهيكلة الاقتصادية تحت رقابة الأفامي". وأفرد مسؤول الأرندي، حيزا من كلمته للحديث عن المجهودات التي تبذلها المؤسسة العسكرية في حربها ضد بقايا الإرهاب وتأمين الحدود، مستندا إلى النتائج اليومية التي يحققها الجيش في تصديه بكل حزم لبقايا الإرهاب في الميدان، بالمقابل حذر مدير ديوان الرئاسة "أنه لا يمكن إغفال المناورات الهدامة لبعض القوى الأجنبية الحقودة التي تستغل بعض المرتزقة السياسيين المحليين للسعي عبثا لإثارة مخططات انفصالية في منطقة القبائل ومنطقة ميزاب الغاليتين على كل الجزائريين والجزائريات، الذين دعاهم إلى التحلي باليقظة الدائمة أمام الأزمات التي تحيط بنا، بدل السقوط مرة أخرى في فخ اللامبالاة". وانتقد أويحيى، ما سماه مزايدات بعض الأشخاص التي لا تخدم حسبه إلا مناورات داخلية وخارجية تسعى لضرب مصالحنا المشتركة..". وحاول أويحيى استمالة الطبقة السياسية بمصطلح الإجماع الوطني، والذهاب نحو الحوار الذي وصفه بالسبيل الأوحد لمعالجة اختلاف وجهات النظر وجميع الخلافات والصراعات، وتابع: "نناشد جميع المعنيين اللجوء إلى فضائل الحوار أولا وقبل كل شيء، فعندما لا نوفق في حل خلافاتنا بالحوار ما علينا إلا اللجوء إلى العدالة التي تحكم وتعاقب كل انتهاك للقانون، ونتفادى بذلك الخوض في مجادلات ومزايدات هي مصدر قلق للمواطنين، وهم في غنى عن ذلك".