ينظم ائتلاف أطلق عليه اسم "24 ساعة من دوننا" يضم جزائريين وتونسيين ومغاربة ومهاجرين من دول افريقية أخرى وآسيوية، اليوم الاثنين في فرنسا في بادرة تهدف إلى إظهار الوزن الاقتصادي لهذه الشريحة في المجتمع، تحت شعار "لا عمل.. لا استهلاك.. غياب كلي"، بهدف شل الإقتصاد الفرنسي، خاصة في قطاعات الإطعام والبناء والتنظيف والحرفيين وأصحاب سيارات الأجرة والمقاهي والحانات والمحلات. وتشارك الجالية الجزائرية في فرنسا التي تعد أكبر الجاليات في الخارج في هذا اليوم الإحتجاجي بأربعة ملايين مهاجر، وهم يمثلون ما بين 40 إلى 45 بالمائة من المهاجرين الأجانب في فرنسا البالغ عددهم نحو 10 ملايين شخص، من بينهم المتفرنسين الذين اكتسبوا الجنسية الفرنسية، ومزدوجي الجنسية الذين يحملون الجنسية الفرنسة وجنسية بلدانهم الأصلية، والأقدام السوداء وأبنائهم بالإضافة إلى المهاجرين حديثي العهد. ودعت مجموعة الإئتلاف المتشكلة من ناشطين في المجال الحقوقي، المهاجرين في فرنسا إلى الإضراب عن العمل، وعدم ممارسة أي نشاط تجاري لمدة 24 ساعة، وقد اختارت له كموعد الفاتح مارس 2010. ويأتي هذا اليوم احتجاجا من المهاجرين على سياسة الازدراء والاحتقار التي دفعت جمعيات حقوقية فرنسية عديدة لتبني فكرة تنظيم "يوم بلا مهاجرين". وجاء في الدعوة التي وجهها الإئتلاف "لأول مرة في تاريخ فرنسا، نقرر عدم المشاركة في الحياة المدنية، حتى يتجلى لها بفعل غيابنا، ضرورة حضورنا"، ومن المقرر أن تشهد فرنسا تجمعا في باريس وفي مدن عديدة أخرى، تزامنا مع 1 مارس ذكرى دخول "قانون دخول وإقامة ولجوء الأجانب" حيز التنفيذ في 1 مارس 2005، المعروف باسم "قانون الأجانب"، الذي كرس النظرة الانتقائية للهجرة. ودعا التنظيم جميع المهاجرين وأبناء المهاجرين والمواطنين الواعين لدور الهجرة في فرنسا إلى التوقف "عن الاستهلاك والعمل طيلة اليوم وحمل شريط أصفر"، دلالة على التضامن، مع المشاركة في تجمعات أمام مقرات بلديات فرنسا، احتجاجا على "ازدراء المهاجرين" الذي تجسد أثناء الحوار حول الهوية الوطنية واثر زلة لسان من وزير فرنسي ألمح فيها إلى أن المهاجرين يتسببون في إثارة المشاكل حين يكون عددهم كبيرا. وكان وزير الداخلية الفرنسي بريس هورتفو قد صرح في الجامعة الصيفية للحزب الحاكم الذي يترأسه ساركوزي في سبتمبر 2009 "حين يكون هناك "مهاجر" واحد لا بأس، لكن حين يكون هناك الكثيرون تحدث المشاكل".