عاشت ساحة مقر بلدية باريس أمس جوا مميزا بمناسبة التجمع الذي بادرت به جمعية ''24 ساعة بدوننا'' لابراز مساهمة المهاجرين في الاقتصاد الفرنسي. واجتمع المئات من الأشخاص بهذه الساحة استجابة إلى نداء الجمعية الذي يسعى إلى أن يكون ''حركة مواطنة مستقلة'' ضم المهاجرين والمنحدرين منهم و فرنسيين متضامنين. وتهافت المشاركون بالمناسبة على شراء القمصان و ملصقات تحمل اسم الجمعية قبل المشاركة بها في مسيرة بساحة البلدية. كما اجتمع المشاركون في مجموعات للتحادث حول عمل الجمعية بحضور وسائل الإعلام التي غطت الحدث واقتربت من منظمي التجمع. واكدت رئيسة الجمعية السيدة نادية لمباركي أهمية هذا اللقاء وضرورة التخلي عن بعض الأفكار البالية وقالت لوأج في هذا الصدد ''يجب ان نضع حدا للأفكار التي تعتبرنا دائما كمهاجرين سريين ودون وثائق ودخلاء عن المجتمع''. واضافت في نفس السياق أن ''المهاجرين يطمحون إلى العيش في سلام ومواصلة العمل ويأملون في ان يتم الاعتراف بمساهمتهم في خلق الثروات بفرنسا من خلال العمل و الاستهلاك والحياة الاجتماعية والاقتصادية بهذا البلد''. واعتبرت نفس المتحدثة ان فكرة تنظيم هذا اليوم اتخذ منحى آخر ليصبح ''قضية أوروبية''. ''لقد اتخذ النداء الذي اطلقناه من خلال شبكة فايسبوك بعدا آخر حيث مكنت شبكة الانترنت العديد من الاشخاص من الإطلاع على الفكرة بجميع المناطق الفرنسية والعديد من البلدان الاوروبية. كما الحت السيدة لمباركي على الطابع الرمزي لهذا اليوم الذي من شأنه أن يساهم في تحسين صورة المهاجرين''. وأضافت نادية لمباركي أن منظمي هذا ''الاحتجاج'' لا يعتزمون التوقف عند هذه الخرجة الاولى في الميدان. ''اليوم نريد استوقاف الرأي العام و أصحاب القرار. غدا نريد إقامة حركة قوية مع الجمعيات الأوروبية الأخرى بحيث سنعقد اجتماعا للتفكير في الوسائل والأعمال التي تسمح بإسماع صوتنا أمام البرلمان الأوروبي حيث يتم تشريع القوانين. وبصفتنا مواطنين وعاملين سنقدم اقتراحات حول كيفية التفكير في الهجرة''. وجاءت فكرة الشروع في هذا العمل جراء تصريحات وزير الداخلية بريس أرتوفو خلال الجامعة الصيفية لشباب الاتحاد من أجل الأغلبية الشعبية بسينيوس الذي قال بشأن العرب أنه ''عندما يكون هناك عربي فلا بأس ولكن عندما يكثر عددهم هنا يكمن المشكل''. ولهذا السبب قررت مجموعة الجمعيات التحرك أمام هذه الجمل القاتلة التي تطبع الجو السياسي الفرنسي. وقال نذير دندون أن اختيار الفاتح مارس لم يكن صدفة بحيث ''يوافق الفاتح مارس 2005 وهو التاريخ الذي أصبح فيه قانون دخول وإقامة الأجانب وحق اللجوء ساري المفعول. وهو قانون معاد للمهاجرين يرسم هجرة انتقائية على أساس اقتصادي''. وأفادت صحيفة ''لوموند'' في عددها الصادر يوم الأحد أن عدد العمال المهاجرين في فرنسا بلغ في 2007 حوالي 3 ملايين شخص بحيث يمثلون 3ر11 بالمئة من السكان في سن العمل. ويعمل حوالي 24 بالمئة من المهاجرين العاملين في قطاع الخدمات المنزلية و23 بالمئة بالفنادق والمطاعم. ''يوم من دوننا'' هو عمل مقتبس من مبادرة مماثلة نظمتها الولاياتالمتحدةالامريكية في ا