جرح 18 مقدسياً واعتقل ثمانية آخرون، في مواجهات اندلعت أمس بين مصلين تحصنوا داخل باحات المسجد الأقصى، وشرطة الاحتلال الإسرائيلية التي سمحت لمئات المتطرفين اليهود بأداء الشعائر والطقوس التلمودية بمناسبة عيد "البوريم" أو (المساخر) اليهودي. وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدعومة بمستوطنين اقتحمت باحات المسجد الأقصى فجر الأحد، وفرضت طوقاً مشدداً على المعتكفين داخل الجامع القبلي، وطالبتهم بتسليم أنفسهم بتهمة عدم الامتثال لأوامر الشرطة. وذكر شهود عيان أن شرطة الاحتلال دفعت بنحو مائتي جندي إلى بوابة المصلى القبلي في محاولة لاقتحامه، حيث دارت مواجهات مع المصلين، واشتباكات مماثلة عند باب الأسباط، بينما تم قطع الاتصال بين حراس الأقصى والإعلاميين، ونصب القناصة على البنايات المرتفعة المحيطة بالمسجد، ومنع من هم دون سن الخمسين من دخول القدس. وطالبت السلطة الفلسطينية، بالتدخل السريع والعاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى وعموم الأراضي الفلسطينية. في السياق، خرج المئات من المقدسيين في مسيرة انطلقت من قلب البلدة القديمة في القدس باتجاه حائط البراق في الجهة الغربية من المسجد الأقصى. وجاءت المسيرة تلبية لنداءات الاستغاثة التي بثت عبر مكبرات الصوت ومآذن الجوامع للتوجه للأقصى لنصرته والتصدي لمحاولات الاقتحام المعلنة من قبل الجماعات اليهودية. من ناحيته د. طالب أبو شعر وزير الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة الفلسطينية بغزة، مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة لمناقشة أحداث مدينة القدسالمحتلة، حاثاً جامعة الدولة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي على التحرك العاجل لحماية المسجد الأقصى. وناشد أبو شعر العلماء والساسة والشعوب العربية والإسلامية أداء واجبهم الإنساني والأخلاقي، والخروج في مسيرات جماهيرية غاضبة نصرة للأقصى، داعياً وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية، إلى بذل جهد أكبر وتسليط الضوء على مجريات الأحداث في المدينة المقدسة وفضح الممارسات الإسرائيلية.