لا تزال مظاهر التبذير مترسخة عند الكثير من الجزائريين، رغم الأزمة المالية التي تعيشها الجزائر إثر تراجع أسعار البترول، حيث تحصي مصالح النظافة ارتفاعا كبيرا في كميات المواد الغذائية والمأكولات المرمية في المزابل وعلى رأسها الخبز. وتأسف المدير العام لمؤسسة "إكسترانات"، رشيد مشاب، في تصريحات ل "الشروق" من استمرار مظاهر التبذير لدى المواطنين، بدليل رفع عمال المؤسسة كميات معتبرة من الأطعمة والمواد الغذائية والفواكه والخضراوات وحتى وجبات كاملة في المزابل لتصبح بذلك تنافس الكميات الكبيرة من الخبز التي ترمى في الحاويات، التي تصل إلى 1500 طن يوميا أي 1500 ألف قنطار ما يعادل تقريبا نحو ثلاثة ملايين خبزة، وذلك على مستوى البلديات 31، التي تدخل في نطاق صلاحية تنظيفها من طرف المؤسسة. وقال المتحدث إن مؤشر التبذير تضاعف عما كانت عليه الحال السنة الماضية، ولم يعد يشمل الخبز لوحده بل تعداه ليشمل أطباقا بأكملها، رغم شكاوى المواطنين في كل مرة من غلاء الأسعار. وكشف المسؤول ذاته عن برمجة مصالحه بالتنسيق مع وزارة التجارة حملات تحسيسية لتوعية المواطن بمخاطر التبذير، مشيرا إلى أنه من بين المشاكل التي يواجهها عمال النظافة عدم احترام المواطنين لأوقات الرمي، ما يصعب من مهمة تنظيف الأحياء والشوارع وإن كانت مصالحه تمكنت من التحكم فيها، داعيا المواطن إلى تقديم يد المساعدة من خلال احترام أوقات الرمي. وأكد المتحدث تسطير مخطط عمل خاص بموسم الاصطياف ويشمل شهر رمضان والأعياد الدينية، حيث تم تجنيد جميع العمال البالغ عددهم 5000 عامل، و350 شاحنة وآلة من أجل السهر على نظافة وتطهير جميع الأحياء والشوارع على مستوى 31 بلدية شبه حضرية، بالنظر إلى خصوص هذه الفترة التي تشهد ارتفاعا في كميات النفايات المرفوعة حيث تصل إلى 170 بالمائة، من ناحية إنتاجية الفضلات أي ما يعادل 1800 طن يوميا، مقارنة بالأيام العادية التي لا تتجاوز 1100 طن، متوقعا رفع 260 ألف طن من النفايات طيلة موسم الاصطياف، منها 54 ألف طن في رمضان، ما يوحي بعملية حسابية أن كل عائلة ترمي ما معدل 1 كلغ و200 غرام. وذكّر مسؤول شركة التنظيف بتغيير ساعات جمع النفايات بشكل يتلاءم مع شهر رمضان وموسم الاصطياف، ببرمجة ما بين ثلاث دوريات، حيث تتم الدورية الأولى على الساعة الرابعة صباحا، أما الثانية فتتم في العاشرة صباحا لتليها دورية أخرى في العاشرة ليلا، مشيرا إلى تخصيص رقم أخضر للتبليغ عن كل مشكل أو خلل في رفع النفايات.