يرتبط رمضان في الجزائر بانطلاق مهرجان التبذير، حيث يسجل الجزائريون ارتفاعا قياسيا في كميات القمامة المنزلية خلال الأسبوع الأول من الشهر الكريم. وبلغة الأرقام فإن 11 مليون طن في إضافية من النفايات المنزلية وبشكل يومي وخاصة بقايا الأطعمة تسجلها يوميا مؤسسة “ناتكوم” المختصة في جمع النفايات المنزلية بمختلف أحياء العاصمة. تمتلئ الحاويات الخضراء بالأكياس البلاستيكية المتدفقة بفضلات الأغذية، منذ أول وجبة فطور، حيث يسرف الجزائريون في تحضير ما لذ وطاب من الوجبات، مع اقتناء كل أنواع الخبز والحلويات، لترمى في المزابل التي تصبح ديكورا يميز أحياء العاصمة بسبب عدم احترام مواعيد الرمي وأماكن وضع الحاويات، إلى جانب الرمي العشوائي للفضلات الغذائية على الأرض، وعدم وضعها داخل أكياس بلاستيكية، حسب الأمين العام لنقابة ناتكوم مشري محمد. بلغ الإسراف في رمي الأغذية حدا غير مسبوق حسب المتحدث، إذ تفاجأ عمال المؤسسة منذ اليوم الأول بأكياس بلاستيكية مملوءة بأطباق طعام كاملة وعلب للحلوى صالحة للاستهلاك، بينما تغرق الأحياء الشعبية في الفضلات على عكس الأحياء الراقية التي تخصص لها ناتكوم فرق تنظيم خاصة لرفع القمامة في كل وقت . وقد زادت كمية الفضلات المنزلية بالعاصمة وحدها حسب مشري، ب11 مليون طن يوميا، فبعد أن كانت تقدر ب19 مليون طن يوميا، انتقلت إلى 30 مليون طن يوميا بأحياء وبلديات العاصمة، أغلبها فضلات غذائية ومأكولات، كان بالإمكان استهلاكها لو لم ترم بتلك الطريقة. ووفق تصريحات المتحدث، فإن كمية الفضلات مرشحة للارتفاع خلال الأيام المتبقية من رمضان بسبب انتعاش الأسواق، وازدياد حركة الزبائن، إذ تلقى القمامة في أي وقت ودون احترام الأوقات المخصصة لذلك، ما خلق وضعا كارثيا بالنسبة لعمال النظافة وصعوبة التعامل مع النفايات خاصة في السهرات الليلية، أين تكتظ الطرقات بالسيارات التي يعمد سائقوها إلى ركنها بجانب نقاط جمع القمامة. ورغم تدعيم وحدات رفع النظافة ب1800 عون إضافي من الوحدة الخاصة بالتدخل المستعجل بمناسبة رمضان، بعد أن كان عددهم لا يتجاوز 6200 عامل، إلا أن هذا لم يغير من مستوى نظافة الأحياء في رمضان بسبب لامبالاة المواطنين الذين لا يحترمون مواقيت رمي القمامة، وأماكن وضع الحاويات التي تتعرض في الغالب إلى نقلها من قبل حراس الحظائر الذين يستعملونها كمعالم لتحديد مواقع الحراسة وتوقف السيارات. وحول هذه النقطة استدل محدثنا بمستوى النظافة المتدني بحي المدنية بالعاصمة، بعد إزالة العديد من الحاويات إثر عملية الترحيل، ما جعل الحي يغرق في القمامة في رمضان. نشير في الأخير إلى أننا حاولنا الاتصال بالمدير العام ل”ناتكوم” أحمد بن عالية، إلا أنه لم يرد على اتصالاتنا.