على غير العادة.. واكب السباق الرمضاني على القنوات التلفزيونية سباق فني "محموم" برعاية مؤسسات وزارة الثقافة منذ بداية الشهر الفضيل. فعاليات موسيقية وسينمائية ومسرحية وتكريمية يوميا في مختلف قاعات العرض الموزعة عبر أحياء وسط العاصمة لا توحي أبدا بأننا في عهد "التقشف" الذي أطاح بعدد من المهرجانات والمحافظين. الأكيد أننا نبارك هذا الحراك الثقافي الذي وضع العائلات الجزائرية أمام الكثير من الخيارات في رسم ملامح سهراتها الرمضانية.. ولكن تمنينا أن تتجسد "خطابات" ميهوبي على أرض الواقع وان تتحول شعارات "السبونسورينغ" إلى حقيقة.. يقول ميهوبي في "كاتالوج" فاخر وجميل وعالي الجودة يضم برنامج سهرات الديوان الوطني للثقافة والإعلام الموزعة على قاعة الموقار وقاعة الأطلس ومركب شنوة وشاطئ الصابلات "..نسعى لتقديم خدمة ثقافية بمناسبة الشهر الفضيل راقية رقي أذواق الجمهور الذي يعي جيدا ماهية الثقافة وأهميتها في الحفاظ على الهوية الوطنية الإسلامية العربية الأمازيغية..". جاحد من ينكر أنها فعلا سهرات راقية كرمت عمداء زمن الفن الجميل وعلى خطى الديوان لا يمكن أيضا أن ننكر أهمية التفاتة ديوان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة أو مبادرة الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي التي سلطت الضوء على روائع الفن السابع.. كما لا نملك إلا أن نبارك خطوة المسرح الوطني. ولكننا نتمسك بحق سؤال وزير القطاع عن ميزانية هذه النشاطات التي لم تلجأ –كما قال- إلى رعاية خواص ولاتزال مكتفية بالرعاية الإعلامية للتلفزيون الجزائري والإذاعة الوطنية.. معالي وزير الثقافة كم كلف خزينة الدولة تنظيم أكثر من 50 سهرة فنية يحييها ثلاثة مطربين يوميا أي بمعدل 150 فنان؟ وكم كلفت التكريمات و"الكوفيرهات" الفاخرة؟ أيا كان الرقم ..لا يهم.. ما يهمنا هو مدى"الالتزام" بقرارات "حاسمة" أعلنت بلهجة "صارمة" عن سياسة "تقشف" في قطاع الثقافة.. ما يهمنا هو مستجدات ندوة "الاستثمار الثقافي".. لأن الجمهور سئم أيضا خطابات "الشو"..