السؤال: خلال رمضان وقبل الأذان الثاني للفجر ببضع ثوان شربت الماء، ولما سمعت الأذان توقفت عن ذلك لكنني بلعت ما كان في فمي من الماء ولم أرده، فهل يعتبر هذا عمدا، مع العلم أنني كنت شارد الذهن منذ البداية، فما الحكم جزاك الله كل خير؟ الجواب: من كان يأكل أو يشرب ثم دخل وقت الفجر وجب عليه أن يتوقف عن الأكل والشرب ويلقي ما في فمه من طعام أو شراب، فإن ألقاه فصيامه صحيح ولا قضاء عليه، وإن تمادى في أكله أو شربه أو ابتلع ما في فمه فصومه فاسد، وعليه أن يعيده، لأن من شرط الصيام الإمساك عن الأكل والشرب من لحظة طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهذا لم يمسك، ومعلوم في أصول الفقه بأن الشرط يلزم من عدمه العدم، فعدم الإمساك والتمادي في تعاطي المفطر يلزم منه عدم المشروط وهو صحة الصيام، وعن هذه المسألة يقول العلامة خليل في مختصره في ما لا قضاء فيه: «وَنَزْعِ مَأْكُولٍ أَوْ مَشْرُوبٍ أَوْ فَرْجٍ طُلُوعَ الْفَجْرِ»، أي لا قضاء على من كان يأكل أو يشرب أو يجامع فنزع ما بفمه من طعام أو شراب وألقاه أو نزع ذكره من فرج زوجته، أما إن تمادى فلا يصح صومه.
السؤال: لدي مبلغ من المال بلغ النصاب في عاشوراء السنة الماضية، ولم أزكه في تلك السنة لعدم مرور الحول عليه، هل هذا صحيح؟ الجواب: لا زكاة في المال إذا بلغ النصاب حتى يحول عليه الحول، وبالتالي في موعد زكاتك في عاشوراء القادم لسنة 1438 هجرية.
السؤال: أفطرت في رمضان سنة 2011 بحكم أنني كنت نفساء، وانقطع دم النفاس قبل أربعين يوما، أي في الأيام الأخيرة من رمضان، وكنت أرضع ابني فأفطرت الأيام التي كنت فيها طاهرا خوفا من انقطاع الحليب، ثم قمت بقضاء الشهر كله في نفس السنة، أي قبل حلول رمضان التالي لكن لم أقم بإخراج الفدية على الأيام التي أفطرتها، هل تجب عليّ إخراج الفدية عن الأيام التي أفطرتها؟ وإذا كان الجواب بنعم فهل أخرجها عن السنة التي أفطرتها أم عن كل هذه السنوات التي مرت؟ الجواب: الواجب عليك قضاء جميع شهر رمضان، وقد فعلت ذلك، وليس مع قضاء الأيام التي أفطرت فيها بسبب النفاس أي فدية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الحائض وكذا النفساء بقضاء الصوم ولم يأمرهما بالفدية، وعلى ذلك وقع إجماع المسلمين، أما الأيام التي أفطرت فيها بسبب الرضاعة فيجب إخراج الفدية عنها، بإطعام مسكين عن كل يوم، ولا تتضاعف ولو مرّ عليها عدة سنوات.
السؤال: أردت سؤالكم عن حالتي، حيث أنني بعد الإفطار بمدة رأيت في ملابسي بقعة سوداء صغيرة جدا ولم تبدو لي كالدم، وقد ذهبت لأداء صلاة التراويح، وعند انتهائي من الصلاة رأيت بقعا من الدم، فهل وجب علي قضاء ذلك اليوم؟ وهل علي ذنب عند ذهابي إلى التراويح في تلك الحالة؟؟ الجواب: إذا تبين لك أن تلك البقعة من أثر الدم فذلك يعني أن الحيض قد اعتراك، فإن كان نزول الدم بعد الغروب فلا قضاء عليك، وإن كان قبل الغروب فيجب القضاء، وإن وقع منك التردد وحصل الشك هل نزل قبل الغروب أو بعده فيجب القضاء أيضا، لاحتمال أن يكون نزوله قبل المغرب، والاحتياط في مثل هذا مطلوب، والشك مؤثر في صحة العبادة، وأما ذهابك إلى صلاة التراويح وأنت معتقدة الطهارة ولم يتبين لك أمر الحيض إلا بعد الصلاة فلا شيء عليك ولا إثم، إن الإثم على من علمت به وتعمدت الصلاة ودخول المسجد.
السؤال: كيف لنا أن نقوي إيماننا فيما بقي من أيام شهر رمضان المبارك ونعزز ثقتنا بالمولى عز وجل؟ الجواب: الأيام العشر الباقية من رمضان هي أفضل أيامه، لأن فيها ليلة القدر المباركة، ولأن الأعمال بالخواتيم، ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ». ومن جملة الأسباب المقوية للإيمان المحافظة على الصلاة المكتوبة في وقتها مع الجماعة، والمحافظة على صلاة النافلة وخاصة قيام الليل، والإكثار من قراءة القرآن الكريم والاستماع إليه، والمداومة على ذكر الله تعالى والدعاء والاستغفار، وتعمير المساجد وحضور مجالس الذكر والعلم، والإحسان إلى ذوي الحاجات من الفقراء والمساكين، واجتناب مجالس اللغو كالطرقات والأسواق، واختيار الأصحاب الأخيار، فإذا حافظت على هذه الأشياء قوي إيمانك بالله تعالى وتوثقت صلتك به.