نقاش اليوم في البيت بعد صلاة التراويح، كان يدور حول ضرورة شراء تلفزيون جديد "إكسترا بلا" لكن المشكل أين نضعه؟ في الصالة حيث ينام الابن الأوحد أم في بيت البنات أم في بيتي أنا؟ وعندنا 3 أجهزة لكنها كلها قديمة وأقدمها هو تلفزيون ذلك الإنسان الأقدم تاريخيا في هذا البيت.. الذي هو أنا، وهذا معناه أني أنا أولى بتجديد التلفزيون، خاصة وأني أنا من يتحكم في قنوات وبرامج الجميع، أنا من يمنع وينهى ويأمر ويوزع القنوات من بيتي بالتيلي كوماند القديمة، يحدث للبنات أن يكنَّ مع أمهن يتابعن مسلسل دفيش..عربي أو مدبلج، فإذا بهن يجدن أنفسهن يتفرجن على فيلم كوبوي أبيض وأسود فيعرفن أن أباهن قد دخل على الخط، أحيانا لا يعرفون بداية الفيلم من نهاية المسلسل، تختلط عليهم القصة! في البداية لم يكنَّ يفهمن كثيرا ماذا يحدث: مرة كن يتفرجن على فيلم مصري ودخلت وحوّلت البرنامج إلى قناة كانت تقدم مباراة في كرة القدم ثم تركت المباراة وعدت إلى الفيلم المصري، ثم حوّلت باتجاه الأخبار ثم عدت للفيلم، إنما هن كن يعتقدن أنهن يتفرجن على نفس الفيلم المصري! وبما أن الأفلام المصرية مخلطة من كل جهة وطريق، فهمن أن الفيلم هكذا، فسمعت إحداهن تقول لأختها غدا: شفت فلان ..البطل نتاع الفيلم هدروا عليه حتى في الأخبار، سيلعب مع فريق كرة القدم، أحداث مثل هذه كثيرة وقعت قبل أن يتفطنّ إلى أني أنا من يقوم "بالمونتاج"، لهذا فهمن أنه لكي يتفرجن على فيلم أو مسلسل أو برنامج طبخ أو غناء، فعليهن أن يقُمن بذلك ما لم أكن أنا في قمرة القيادة! بقينا نناقش أمر التلفزيون الجديد. أين ننصِّب منصَّة إطلاقه؟ قلت لهم: بدون نقاش في بيتي أنا وأمكم، جهازنا هو الأقدم (ولم أشأ أن أقول لهم أنه المتحكم في مصائرهم كلهم، هو من يختار لكم ماذا تشاهدون وما لا تشاهدون!) لم يتقلبوا لأمر بترحاب طبعا، وكل واحد كان يعطي سببا في كون جهازه هو أولى بالتغيير.. الابن قال لي: أبي.. تلفزيون الصالة أولى، نتاع الضياف، قدام الناس يبان جديد! وكان على حق الملعون! إنما هو يريد أن يستفيد منه هو لا غير. ثم قال لي: وأخواتي إن أردن أن يتفرّجن معي فلا مشكل، ديره في الصالة أحسن. البنات ذهبن إلى انتقاد هذا الخيار لأن جهاز بيتهن صار من حين لآخر يقطع الصورة ويشوِّهها.. لهذا طلبن مني أن يكون التلفزيون الجديد في غرفتهن. قلت لهم جميعا: اسمعوا: أنا التلفزيون اللي عندي منذ عهد نوح! ألا يشوِّه الصورة؟ أنا هذه الأيام، الصورة ما فيهش أصلا، راني نسمع غير الهدرة كيما نسمع الراديو، الصورة راحت، من حين لآخر، تجي الصورة: أنف بنادم في الشمال وأذنه على يمين الشاشة لا تعرف فيه أحدا! تختلط أحيانا صورة القنوات: أنت راك تشوف الشروق تيفي، تجبر روحك تشوف تلفزيون جيبوتي! لو كان غير الصورة واضحة ماعليهش كالجزائر كي جيبوتي.. البارح كنت أتفرَّج على طوم وجيري، شكون اللي غلب.؟ لا طوم ولا جيري؟ أويحى هو اللي غلب، روحوا أفهموا أنتم منطق التلفزيون نتاعي!