حدث لي خلال ليلة 27، ما لم أكن أتوقعه، فقد بقيت أصلي إلى الصبح وأسأل الله أن يشفني ويعيد لي ذاكرتي وصوتي الجميل، ويبعد عني ثقل وخشونة الصوت وتهتك الذاكرة.. بصدق، فقد كنت موقنا بالاستجابة! لست أدري ما هو السبب؟ إنما جاءني اليقين بأن الشك يفشل الاستجابة، فتيقنت وبقيت طيلة الليل قياما وسجودا. وبعد يومين، هاهي المعجزة تحدث! لقد أفقت هذا الصباح لأذهب إلى المصحف لأقرأ، فإذا بصوتي يتغير فجأة ويقترب من صوت الشيخ المنشاوي. سبحان الله! لا أنا ولا زوجتي ولا أبنائي وبناتي صدقوا أن أباهم قد تغير صوته! ربما بسبب أسناني التي هدمتها كلاليب جاري "الدانتيست".. والتي حسب ما قال لي كانت هي من تساهم في إعطاء صوتي تلك النبرات المرتفعة المتناغمة مع نوتة "الدو" و"الفا".. (وجدته يعرف السولفيج).. قلت له: ما كانش على بالي بللي أنت موسيقار مش دانتيست وإلا كنت نجي نتعلم عندك من البداية فن "التهدام الموسيقى للأسنان". ضحك وقال لي: الجهاز الفمي كله عبارة عن آلة موسيقية: الحلق فيه الحبال الصوتية.. التي تشبه أوتار العود أو الكمان.. والأسنان عبارة عن أزرار البيانو أو الأورغ.. واللهاة عبارة عن دربوكة.. قلت له: يااااك ما غادي تردني "درابكي".. خلاص.. سيفيني.. بطلت.. أقلع لي أزرار البيانو.. وخليني نمشي.. (في الحقيقة لم يجد ما ينزع من أسنان.. فكلها كانت كمباني حلب ودير الزور والفلوجة.. مدمرة عن آخرها إلا من جذورها المدفونة في اللحم كلغم مضاد للدبابات.. نزعها كان مكلفا أكثر من 3 إبر بنج محلي..! المهم، أني أنا وأبنائي وكل من يعرفني انبهر بصوتي وقد تغير وصار أكثر لطفا: تغير صوتي وتغيرت ذاكرتي أيضا.. وأكثر من ذلك، تحسنت علاقتي مع زوجتي وتحسن قربي من أبنائي صرت أجلس إليهم.. وأطمئنهم بأن الأمور ستتحسن قريبا، وبقوا ينتظرون ماذا سيتحسن من غير "التحسينة" كالبو" التي نالها الابن الأوحد قبل يومين؟ قلت لهم: اشربوا الزلابية وكولو لاتاي.. هئهئهئ..ومن بعد نهدروا في الصح.. ألحوا على أنهم لن يأكلوا ولن يشربوا حتى يعرفوا ماذا تحسن من غير "تنخس" رأس أخيهم الأوحد.. قلت لهم: أولا أخوكم حسنت له رأسه "بالطاندوز زيرو" لأني لا أريد أن أراه يقلد القور بهذا الشعر نتاع "الأنانيش" أحنا رجال. ثانيا، ستكون عندنا سيارة من الغد سابدأ في العمل كسائق مدير شركة، وسيسمح لي باستعمالها أيام العطل، سيارة مرسيدس هااااك، تسوى مليار! ونهض الصغار يتصايحون..وييييي,,,, ويييييي,,, بابا.. بابا يحيا بابا.. وصار البعض "يكلاكصوني" بفمه.. واحدة تقود وتصطدم بأختها.. الأخرى "تفريني".. والآخرى تدوس على رجل أختها كدواسة و"يكسيليري".. (وواحد يخرج الدخان من الشاطما).. والصغرى تقول لي: بابا.. أنا نركب حداك.. والمتوسطة يلكزها أخوها: والله غير أنا اللي نركب قدامه.. غاية.. النسا للوراء.. هيا روحي للتالي.. فأنهرهم جميعا: أنزلوا.. أمكم تقعد في الأول... غاية، هيا.. والله واحد ما راه راكبها قبلها!..هي أطلعي وبلعي الباب.. وديري الحزامة إذا جات قدك.. وأخيرا... راهم عطاونا دااااااار... داااار أي يعني مش كوووزينا!... فيطير الجميع بالفرحة.. وبدأت الأسئلة تنهار عليّ من كل جانب، فأحاول أن أجيب على الأسئلة كلها باختصار، كنت في شبه ندوة صحفية! ورحت أمثل دور الناطق الرسمي باسمي: سأجيب على كل الأسئلة.. أولا فيما يتعلق بالسكن ففي إطار سكنات السوسيال سيتم ترحيلنا بعد العيد!. ثانيا الشقة من 4 شقق وفي الطابق الأرضي.. ثالثا.. الموقع جميل وغير بعيد عنا وعن الجامع والجامعة والثانوية وعن الحانوت.. أي موقع استراتيجي.. وأخيرا..خليوني نريح راكم هبلتوني.. راها هذيك الكابا فيها حوايج العيد.. راني كل واحد أشريته حاجة باش يعيد.. ويعاااااااود!.. هيا تعيدوا بالصحة..!