لم نعرف راحة ولا نوما أمس بعد الخبر الذي فاجأني به صديقي في الولاية، والذي فاجأت به أهلي في الدائرة، أي الدار الآيلة للزوال! فقد بقينا نتجاذب أطراف الحديث حول نوع الدار والمكان والزمان الذي سنرحل فيه، والسيارة التي سوف نبدأ في استعمالها لأغراض شخصية، وهي لأغراض مهنية باعتباري سأكون بعد العيد سائق مدير شركة كبرى، وسائق مرسيدس.. مش تراكتور، مثل يوم ما كانت عندي تلك الفرياطة نتاع "زاسطافا" قبل سنوات! نسينا تماماً أننا سرقنا من جديد وهذه المرة "أون لاين.. لايف"! لما بقيت ساكتا طيلة الليلة خوفا من أن أغلق الباب إذا ما غلطت وتحدثت، كما كان الشرط قائما بيني وبين زوجتي، غير أن هذه السرقة، رغم أني تعرفت على واحد من أبناء الجيران فيها.. وهو نفس أخو السارق الأول، إلا أني لم أشأ أن أتابع القضية، لعدة أسباب: أهمها أنهم سيقولون لي: كيف تعرفت عليه؟ ماذا سأقول لهم: رأيته يسرق ولم أقل شيئا؟ لماذا لم أصرخ أو أطلب النجدة؟ هم سيصلون إلى الحقيقة التي لا أريد أن يعرفها أحد، وهي أن "تاغنانت نتاعي.. تاخسارت نتاعنا"! خشونة هذا الرأس هي من أوصلتني إلى الشرطة والمحاكم، لهذا ضربت النح ضربا مبرحا! المسألة الثانية هي أن ما سُرق لا يتعدى جهاز التلفاز في الصالون الذي أنا متأكد أنه لما يضعه السراق على الأرض ليستريحوا من عناء العمل والحمل والنقل والشحن، لن يفتح فمه بعد ذلك! لأني أنا الوحيد الذي أعرف كيف أجعله "يعترف" ويهدر ويظهر، كان هذا الجهاز مؤهلا للزبالة لأن إصلاحه يتطلب "سعر واحد جديد"، قالها لي مختص أخذته له! آخر، نصحني بأن أشتري جهازين عصريين دفعة واحدة، على أن أعيد إصلاحه، لأنه حتى ولو أصلح فستعود حليمة لعادتها القديمة، لهذا تهنيت منه! لكن بات عليّ أن أشتري "إكسترا بلا" للصالة وليس لبيتي، معنى هذا أن رأي ابني الأصغر الذي يحتل الصالة هو من سيغلب! لكن هذا الأمر لا يزال لم يحسم، فقد أقوم بتغيير جهازي في بيتي مع الصالة وأحتفظ أنا بالتلفزيون الجديد في بيتي، لكن هذا سيفقدني السيطرة والتحكّم عن بُعد في باقي الأجهزة في البيت: تلفزيون البنات وتلفزيون الصالة، لأن هذا التحكم لا يمشي إلا مع تلفاز بيتي.. بعد أن اخترعت طريقة تقليدية لذلك، لهذا فهي لا تمشي مع التلفزيونات العصرية. عموما، لأن العيد، يفصلنا عن هذه الأمور المهمة في عائلتي، والتي انتظرنا سنينا طويلة لكي تتحقق أمنيتنا جميعا، سوف أذهب الآن إلى النوم.. وبعد صلاة العيد.. سيكون لي موعد مع المغافرة! سأبدأ بجدتي لأنها ستعود صباحا إلى عقر دار ابنتها "الكوبرا".. هذا إذا لم أنس أن أعطيها فلوسها التي معي! وتذكرت الفلوس التي كانت فوق التلفاز، آيمما! إذا ما يكون التلفاز قد أخذ ومعه 5 ملايين نتع الجدة! الحمد لله.. وجدت الفلوس التي وضعتها داخل تقاشير فوق التلفاز، السراق رموا التقاشير.. وأخذوا التلفاز! شفتوا اللي يدس الدراهم في الوسادة؟! أليس خيراً من "السي سي بي"!