فقدت أسرة الحماية المدنية في عنابة أحد أعوانها غرقا بعد أن دفع بنفسه وسط الأمواج المتلاطمة لإنقاذ أحد المصطافين من الغرق، حيث تمكّن العون من إنقاذ المصطاف، لكنه فقد حياته للأسف، ويتعلّق الأمر بالعون طرابشة زكرياء 23 سنة. من جهة أخرى، شهدت شواطئ الولاية حالات غرق أخرى منذ نهاية الأسبوع الماضي، حيث تم تسجيل حالتي غرق بشاطئ وادي بقرات في بلدية سرايدي وغريق بشاطئ شطايبي، لتسجل حادثة الغرق الأخيرة هذه بشاطئ ريزي عمر القريب من وسط المدينة والمعروف بأمواجه الهادئة في الأيام العادية. وقد كشفت الحماية المدنية عن عدم احترام المصطافين للراية الحمراء التي تمنع السباحة كليا، والمرفوعة هذه الأيام بكافة شواطئ المدينة بسبب الرياح وارتفاع أمواج البحر التي تعرّض حياة الشخص السابح فيها للخطر، إذ يغامر الشباب بالسباحة إلى مسافات بعيدة عن الشواطئ غير عابئين بالتحذيرات وخطر الموت غرقا، فيما تتحوّل الشواطئ الصخرية تحديدا إلى حلبة غير رسمية للتنافس على القفز والغطس بين الأطفال والمراهقين، مما يعرض حياتهم للخطر بشكل كبير، إذ يتعرض سنويا المئات منهم للجروح والكسور جراء الارتطام بالصخور أو فقدان التوازن عند محاولات القفز، خاصة في ظل حالة الحماس والهرج والمرج الذي يسود الأجواء بين محبي هذا النوع من المغامرات غير المحسوبة العواقب. وتشهد شواطئ ولاية عنابة، لاسيما ببلديتي سرايدي وشطايبي إقبالا كبيرا هذه السنة للمصطافين من كل الولايات الشرقية، مع ارتفاع الأعداد في نهاية الأسبوع وإشادة بتوفر التغطية الأمنية وعدم فرض كراء الطاولات أو الشمسيات على قاصدي الشواطئ المختلفة، على غرار ما كان يحدث في السنوات الماضية، وبالرغم من أن شواطئ عنابة لم توفر الأجواء الاستقبالية التي يتمناها المصطافون، خاصة القادمين من خارج الوطن من المغتربين ومن العائلات الليبية المتواجدة بقوة في عنابة، إلا أن الإقبال الحالي الذي بدأ منذ نهاية الاحتفال بعيد الفطر المبارك، يوحي بأنها ستكون السنة الأكثر التهابا من حيث إقبال المصطافين في تاريخ مدينة عنابة وشواطئها الساحرة.