وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، أن الجزائر تنتظر إجراءات عملية وفعلية مجسدة في الواقع من قبل باريس، مشيرا إلى أن الجزائر أصبحت في غنى عن الأقوال، والعلاقات الثنائية بين البلدان تبنى على صفاء الأجواء لا على التشنجات والملفات العالقة، فيما كشف أن السلطات المالية تبذل جهودا دبلوماسية قصوى، لتوضيح ما أقدمت عليه من تفاوض مع مجموعات إرهابية في إطار التفاوض لتسليم الرهينة الفرنسية. وقال مراد مدلسي ردا على أسئلة "الشروق" على هامش الحفل الذي أقامه الرئيس بمناسبة عيد المرأة، "لقد أطلعنا الوفد الفرنسي الذي زار الجزائر الأسبوع الماضي والذي كان بقيادة الأمين العام للإليزيه بتحفظاتنا وملاحظاتنا بخصوص الملفات العالقة بيننا"، خاصا بالذكر بعض الملفات التي تم التطرق إليها، كقضية إدراج الجزائر ضمن قائمة الدول التي يخضع رعاياها لإجراءات تفتيشية مشددة، بالإضافة إلى ملف الدبلوماسي الجزائري. وأضاف مدلسي بأن المحادثات التي أشرف عليها الوزير الأول أحمد أويحيى، إلى جانب أمين عام الرئاسة الفرنسية، عمتها الصراحة والوضوح، والجزائر تنتظر اليوم من الجانب الفرنسي إجراءات عملية وواقعية، قابلة للتجسيد على أرض الواقع وليس أقوالا فقط، معتبرا أن ما أقدم عليه جون ماري لوبان اليميني المتطرف من تصريحات، يوجب على السلطات الفرنسية التصرف معه سواء بمنعه عن التصريح أو معاقبته إذا استدعى الأمر ذلك. وفي سياق مغاير كشف مدلسي أن الجزائر ستحتضن في 16 من الشهر الجاري ملتقى حول التنمية والسلم في منطقة الساحل، وسيشكل موضوع الرضوخ للجماعات الإرهابية والتفاوض معها، وتقديم الفدية أحد المحاور المطروحة في جدول الأعمال، وهي الفرصة التي ستكون مواتية لإعطاء فرصة لدولة مالي لتوضيح ما أقدمت عليه بتحرير إرهابيين في مقابل إخلاء سبيل رهينة فرنسية، مشيرا إلى أن السلطات المالية منذ أن سحبت الجزائر سفيرها في خطوة احتجاجية على إطلاق صراح إرهابيين لم تكف عن محاولات تسوية الأمر، آخرها كان وصول موفد للجزائر أمس، غير أن ممثل الدبلوماسية الجزائرية مراد مدلسي أكد أن سفير الجزائر بمالي ستطول إقامته بالجزائر إلى أجل غير مسمى، رغم إشارته الى العلاقات التاريخية التي تربط الجزائر ومالي. وعن القمة العربية المرتقبة بالعاصمة الليبية طرابلس، قال مدلسي إن وصول الدعوات يعد إجراء شكليا فقط، على اعتبار أن الدعوة عامة لكل القادة العرب الأعضاء في المنظمة، مؤكدا أن الجزائر مازالت تتمسك بمطلب تدوير الأمانة العامة للجامعة العربية وهو مطلب قائم، منذ أن طرحت الجزائر الفكرة، وبخصوص إمكانية طرح هذا الملف كأحد نقاط جدول أعمال القمة العربية المقبلة، قال مدلسي "الموضوع لم يطرح بعد حتى نتمكن من الجزم بطرحه ضمن جدول أعمال القمة العربية". وبخصوص نتائج الإمتعاض والإحتجاج الجزائري بخصوص إدراج الرعايا الجزائريين ضمن قائمة المعنيين بالتفتيش المشدد، قال مدلسي لم نتلق الجديد رغم أن الجزائر كلفت كل سفاراتها بالخارج نقل وجهة نظر السلطات الجزائرية ورفضها إدراجها ضمن الدول المصنفة خطرا . مالي تمنح الجزائر حق المطاردة الساخنة للإرهابيين الفارين من أراضيها شرعت مالي في تبني استراتيجية جديدة من أجل محاربة الجماعات الإرهابية في المغرب العربي، خاصة بعد سلسلة الاختطافات التي عرفتها البلاد مؤخرا ويتعلق الأمر بكل من ثلاثة إسبان وإيطاليين إضافة إلى الرعية الفرنسي الذي تم تحريره مؤخرا بعد أن أجبرت باماكو على إطلاق سراح 4 عناصر من تنظيم "الجماعة السلفية" منهم جزائريان كانت الجزائر قد طلبتهما سابقا. وتستهدف الإستراتيجية الجديدة، مكافحة الشبكات "الإجرامية" التي تعمل في منطقة الساحل والصحراء، وقالت صحيفة "مالي كوندا" إن الحكومة المالية قررت إنشاء وحدات خاصة، كما عرضت على الدول المعنية مثل موريتانيا والجزائر حق المطاردة على أراضيها، وتنظيم دوريات مشتركة على طول الحدود المشتركة. وأضافت الصحيفة أن المجلس الأعلى للدفاع في جمهورية مالي عقد اجتماعا يوم الجمعة الماضي، تحت رئاسة رئيس جمهورية مالي أمادو توماني تورى لتبني إستراتجية جديدة لمكافحة الإرهاب، وحسب الصحيفة فقد تم التركيز على حاجة مالي إلى الدعم السياسي والدبلوماسي والدعم المادي واللوجستي من جميع الجهات المعنية بمكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي والإقليمي.