أسدل الستارعلى فعاليات الطبعة التاسعة لمهرجان وهران، الأربعاء، بعد أربعة أيام من المنافسة السينمائية في الفئات الثلاث "الفيلم الطويل والقصير والوثائقي". وكان ختام اليوم الأخير "سوريا" بامتياز، ذلك أن المخرج نجدت أنزور الذي غيبته التزاماته السياسية عن مهامه السينمائية، جازف بتقديم فيلم سينمائي عن الداخل السوري رغم أن الوضع لايزال معقدا والرؤية الآن غير واضحة تماما. عاد نائب مجلس الشعب السوري نجدت انزور الذي كان قد حسم مواقفه دراميا بتقديم "تحت سماء الوطن" من بوابة السينما لتبرئة الجيش السوري مما ألصق به من تهم القصف والقتل للمدنيين. عاد من خلال سيناريو ديانا كمال الدين ليقدم واقع الداخل السوري وليعري تنظيم "داعش" ويكشف ضعفه ومرضه دون التركيز على جرائمه. فبصريا، لم يوظف أنزور مشاهد العنف والإعدام والذبح التي يروج لها "داعش" إعلاميا، أي أن الهدف من الفيلم لم يكن دعائيا للتنظيم الإرهابي بقدر ما كان نقلا لواقع السوريين الذين سقطوا في قبضة من لا يرحم. كما وظف الكثير من الرمزيات عن انتصار التعايش بين المسلمين والمسيحيين في سوريا واستمرار علاقاتهم رغم ما يجري . وترك الباب مفتوحا في نهاية الفيلم باختياره لمشاركة الإرهابي التائب العسكري في رفع العلم السوري وهو نداء المصالحة. واستعمل جوازات السفر التركية والسعودية والإماراتية كإشارة عن تورط هذه الدول في دعم تنظيم "داعش". "فانية وتتبدد" هو عنوان الفيلم الروائي الطويل الذي دخل به المخرج نجدت أنزور المنافسة والذي أراد أن ينسحب –حسب مصادرنا- بسبب ترأس المخرج محمد ملص للجنة التحكيم. الفيلم تبنى طرح النظام السوري ومن يدور في فلكه وبالتالي فكاتبة السيناريو والمخرج وفريق العمل طرحوا وجهة نظر قد لا يوافقهم عليها المخرج السوري رئيس لجنة التحكيم محمد ملص الذي أيد الحراك الشعبي وآمن بالثورة السورية في بداياتها وحمل النظام المسؤولية لاضطهاده المتظاهرين وكلفه ذلك دخول السجن. انطلق المخرج من مشهد سيطرة "داعش" على التعليم وفرضه لمقررات تنمي التطرف وتروج لأفكاره الانتحارية، إلا أن إحدى المعلمات "رنا شميش" تحدت أمير التنظيم الإرهابي وظلت تدرس المقررات الحكومية. وللضغط عليها اختطف ابنتها نور صاحبة ال11 سنة وجمد راتبها الشهري ولكنها لم تستسلم وقاومت التعذيب في سجون نساء التنظيم، إلى ان عاد احد شباب البلدة إلى جادة الصواب وتأكد ان ما يفعله الأمير "فايز قزق" ظلم وبهتان ولا علاقة له بالإسلام، خاصة بعد أن قرر الزواج بالطفلة الصغيرة. تم التنسيق مع ابن المعلمة الذي يقاتل في صفوف الجيش السوري وتم تحرير الطفلة والقضاء على التنظيم في البلدة باستعمال جبهة النصرة كطعم. واختار انزور ان تكون النهاية دعوة للأمل من خلال مشهد العلم السوري يرفرف على البلدة السورية التي عانى سكانها الأمرين مسلمين ومسيحيين. دافعت كاتبة السيناريو ديانا كمال الدين عن الطرح، وأكدت على هامش النقاش أنهم لم يقدموا إلا الواقع والحقيقة، وان الجيش السوري هو من يحمي الشعب وليس من يقتله كما يروج له الإعلام العربي والغربي.