توفي ثلاثة مواطنين، بسبب الارتفاع القياسي لدرجة الحرارة التي ناهزت ال50 درجة ببعض المناطق، الأحد، كما سجلت مصالح الاستعجالات حالات كثيرة لمواطنين تعرضوا لضربات شمس، ومتاعب صحية متنوعة ناتجة عن موجة الحر، التي فرضت حظر التجوال في عديد المدن، حيث التزم مواطنون منازلهم، في حين فضّل آخرون ممن لديهم وسائل التنقل التدفق على شواطئ البلديات الساحلية القريبة من مقرّ سكناهم. بدت مدينة سعيدة خاوية على عروشها،الأحد، بفعل خلوها من المارة، حتى بعض المحلات التجارية أغلقت أبوابها في وجه زبائنها، بفعل درجة الحرارة المرتفعة التي ناهزت ال50 درجة، ما فرض حظر التجوال بهذه المدينة. السيناريو ذاته تكرّر وبدرجة أقل في تيارت وغليزان والشلف وسيدي بلعباس والنعامة، هذه الولايات المعروفة بلهيب جوّها صيفا وبرودتها القارسة شتاء. شواطئ عين تموشنت وتلمسان هي الأخرى، كانت على موعد مع غزو المصطافين، الهاربين من جحيم الحرّ، الذي عرف مستويات قياسية جراء الحرائق التي نشبت في الغابات. أما ولاية مستغانم الساحلية اكتُسِحت شواطئها البعيدة وغير المحروسة من طرف العائلات الراغبة في الهدوء والسكينة.
ضربات شمس.. التهابات جلدية وحالات اختناق بسبب الحرارة أحصت منذ السبت إلى غاية الأحد، المصالح الصحية، بإقليم ولاية خنشلة، حالتي وفاة شخصين، وأكثر من 20 إصابة بضربات الشمس الحادة، بعد أن بلغت درجة الحرارة بأغلب مناطق الولاية 41 درجة مئوية، وسارعت السلطات إلى إطلاق نداءات عبر إذاعة خنشلة المحلية، تحث المواطنين التزام بيوتهم، واستغل أئمة المساجد الفرصة، لإيصال بلاغ التحذير مع كل صلاة عبر مكبرات الصوت. حالتا الوفاة بضربات الشمس، الأول لشيخ 63 سنة، من مدينة بغاي، مصاب بداء السكري، أغمي عليها بقلب المدينة، ونقل جثة هامدة للمستشفى، والثانية لعجوز 71 سنة من مدينة خنشلة، أصيبت بضربة شمس في طريق عودتها من محطة المسافرين إلى منزلها بطريق مسكيانة. وإستقبلت مصالح الاستعجالات الطبية عبر المستشفيات والمراكز الصحية بولاية قالمة، الأحد، ما لا يقل عن 46 شخصا، من مختلف الأعمار، كانوا يعانون من وعكات صحية وإصابات متفاوتة، جرّاء تعرضهم لضربات شمس، والتهابات على مستوى الجلد والاختناق، بسبب التعرض لأشعة الشمس الحارقة، وبحسب مصادر طبية فإن بعض الحالات الأخرى تم تسجيلها لدى المصابين بالضغط الدموي ومرضى القلب والسكري، خاصة لدى فئات كبار السن. وقد وصل مقياس درجة الحرارة عند منتصف نهار أمس بولاية قالمة إلى 48 درجة مئوية تحت الظلّ، في الوقت الذي بلغت 42 درجة في مدينة قسنطينة، وتسببت في وفاة شيخ في الثانية والثمانين من العمر، بعد معاناته من صعوبة في التنفس، في حدود الحادية عشرة صباحا، حيث تم نقله من مسكنه الكائن بالمدينة الجديدة علي منجلي ولكنه توفي قبل بلوغه مستشفى بن شريف، كما أعلنت المصالح الطبية بولاية خنشلة، أما في بسكرة فبلغت درجة الحرارة عند منتصف النهار 46 درجة، وهو رقم انتظره المواطنون فأعلنوه يوما من دون حركة ولا عمل لتجنب المخاطر الصحية، ودعا بعض الأئمة في مدينة نقرين جنوب ولاية تبسة إلى صلاة جمع تقصير، ليوم الأحد و الإثنين حتى يخففوا على المصلين عناء التنقل إلى المساجد في مناطق جافة لا أشجار فيها.
أداء المرافق العامة في أدنى مستوياته بالجنوب كما تسببت الحرارة المرتفعة التي تعرفها عدد من مدن ولاية ايليزي، خصوصا مدينة ايليزي، وبلديات شمال الولاية، الى تراجع واضح في الحركة خاصة بعد الساعة العاشرة الى الخامسة مساء،وتسجل الولاية في الفترة الاخيرة، موجة حر كبيرة، حيث لم يعد بإمكان المواطنين الحركة. بينما أصبح أداء المرافق الإدارية والعمومية، في أدنى مستوياته. وشهدت ولاية المسيلة على مدار الأيام الثلاثة الماضية، ارتفاعا في درجات الحرارة حيث تراوحت بين 39 الى 44درجة وقد أثرت على الحركة اليومية للسكان عبر المدن وفي مقدمتها عاصمة الولاية وبوسعادة وسيدي عيسى. وفي ذلك ورشات العمل فهناك عشرات العمال أجبرهم الحر على وقف العمل. وغير بعيد عن المسيلة، تعيش ولاية الجلفة هذه الأيام على وقع حرارة مرتفعة جدا في مختلف بلديات خصوصا بعض البلديات التي أصبح يضرب بها المثل في الحرارة كبلديتي حاسي بحبح ومسعد اللتين صار سكانهما يجدون صعوبة في الخروج للشوارع خصوصا مع أوقات الظهيرة. كما شهدت مدينة الأغواط وبلديات الجهة الجنوبية موجة حرارة كبيرة لم تشهدها منذ سنوات عديدة حسب كبار السن الذين اتصلت بهم الشروق، هذا الارتفاع دفع مصالح مديرية الصحة لتحذير المواطنين من التعرض لأشعة الشمس التي بلغت درجاتها حدود ال50 درجة مئوية. وهي الأجواء نفسها التي عاشتها ولاية البليدة، أين فاقت الحرارة 43 درجة مئوية، صاحبتها، رطوبة عالية مما أجبر كثير من البليديين على النزوح بالمئات نحو شواطئ البحر، في حين فضل الكثيرون الذهاب شلالات شفة ومنطقة حمام ملوان. فيما استقبلت مصالح الاستعجالات عشرات الحالات المرضية، ذات العلاقة بموجة الحر.