إنحرفت بوصلة حفلات زفاف الجزائريين نحو استخدام الدرّاجات النارية من الحجم الكبير في مواكب الأعراس جنبا إلى جنب مع السيارات الفاخرة، تباهيا بالثراء ومحاولة التميّز عن باقي الأعراس، فيما تنظّم شبه "راليهات" للتسابق في الطرقات في مغامرات غير محمودة العواقب. تحوّل اصطحاب الدرّاجات النارية من الحجم الكبير إلى موضة في مواكب الزفاف، لدى بعض العائلات التي ترغب في إظهار ثرائها أو في إطار التفاخر والمنافسة مع أعراس الجيران والعائلات والبحث عن الشهرة، وما يقال عن موكب الزفاف من قبل سكّان المدينة والأصداء المتناقلة على مستوى جميع ولايات الوطن، من ذلك حفل زفاف تمّ تنظيمه مؤخّرا على مستوى الجزائر العاصمة، والذي شاركت فيه أزيد من 80 درّاجة نارية من الحجم الكبير جنبا إلى جنب مع سيّارات فاخرة، في موكب شغل الطرقات وخلق زحمة كبيرة لعدّة ساعات. مواكب الزفاف من هذا النوع تنتشر تدريجيا على مستوى مختلف ولايات الوطن، منها وهران وسيدي بلعباس وعنابة التي شهدت خلال الصائفة الجارية أعراسا من هذا القبيل بعدما كانت الموضة استعمال سيّارات فارهة من نوع "ليموزين" أو "بورش" أو "مرسيدس"، حيث تتقدّم الدرّاجات النارية من مختلف أنواع الماركات العالمية الشهيرة، الموكب أو تحيط به من كلّ جانب بأصوات مدوّية نظرا لقوّة محرّكها والذي يفوق قوّة محرّكات السيّارات أحيانا وبسرعة تصل إلى 300 كلم في الساعة، كما يمكن أن يتجاوز سعرها 300 مليون سنتيم. ويقوم الشباب الذين يمتطون هذه الدرّاجات الفاخرة باستعراضات على مستوى الطرقات من خلال السير على عجلة واحدة أو سياقتها واقفا أو السرعة الجنونية والتسابق فيما يشبه "الرالي"، وذلك من أجل إبهار المتفرّجين من المارّة والسكّان وتصوير فيديوهات للتباهي بها، وبلغ الأمر ببعض العائلات الراغبة في مواكب زفاف من هذا النوع إلى تأجير الدرّاجات النارية بمبالغ تزيد عن مليون سنتيم من أجل بضعة ساعات يستعرض فيها راكبها قوّة المحرّك بأصوات متميّزة، ولا يبالي هؤلاء بمخاطر ما يقومون به وما يمكن أن ينجرّ عنه من حوادث مرور، خصوصا وأنّها تستقطب الاهتمام من قبل المارّة الذين يهرعون لمشاهدتها عن قرب.