ثارت حالة من الجدل العارم، الثلاثاء، إثر قرار وزيرة التربية والتعليم "نورية بن غبريط رمعون" بفتح تحقيق حول أستاذة صوّرت حصة حول اللغة والأخلاق، ونشبت تساؤلات بالجملة عن خلفية انزعاج "بن غبريط" من درس الضاد، في وقت لم تحرّك ساكنا تجاه فضيحة "الواي واي"! أخذ الفيديو الذي صوّرته الأستاذة "صباح بودراس" في إحدى إبتدائيات ولاية باتنة، تفاعلات متسارعة، ففي وقت ثمّن ناشطون في شبكات التواصل الاجتماعي طريقة المعلمة في تدشين الموسم الدراسي 2016 – 2017، استهجن كثيرون تعاطي الوزيرة مع الحادثة وتصويرها ك "انتهاك لخصوصية المدرسة"، في وقت تغاضت الوزيرة ذاتها عن كثير من المطبّات التي طالت القطاع. وتعجّب مراقبون إزاء مسارعة الوزيرة لفتح تحقيق في فيديو "صباح"، بينما لم تهتد "بن غبريط" إلى فكّ ألغام وتراكمات أسلافها، حيث لا تزال المنظومة التربوية تتخبط في مشاكل كثيرة ومعقدة، كانعدام النقل المدرسي، والاكتظاظ في الأقسام، والمشاكل الخاصة بعمال التربية الذين لازالوا متمسكين بمطالبهم بخصوص تحسين ظروف ووضعية العمل، إضافة إلى "إصلاح" الإصلاحات، ووصفة "الجيل الثاني" التي أفرزت الكثير ولا تزال!
متضامن مع صباح كتب الإعلامي "مروان لوناس": "لجنة تحقيق لأجل فيديو من دقيقتين لمعلمة مع تلامذتها في أول يوم من الدخول المدرسي تقول فيه إنّ العربية لغة أهل الجنة؟ وماذا عن كل الفضائح الكثيرة التي تملأ سماء وأرض قطاع التعليم وبقية القطاعات؟"، وأردف "لوناس" في منشور على صفحته في (فيسبوك): "امتدحت العربية فسُميت دعشوشة". وعلّقت "حنان طاهري": "في تقديري ليست قضية عربية أو غيرها، فقط لأنها خرجت عن المألوف بطريقة جميلة وفعالة (هذا ما يظهر من حجم تفاعل التلاميذ)"، وأردفت متحسّرة: "نحن أمة تتقن الوقوف عند القشور! ". من جانبه، تساءل "بهاء الدين أشرف": " أين القضية الأخلاقية التي عنوانها مديرة مدرسة مع المعلمات يرقصون الأولاد على أنغام الواي واي؟"، وخلص: "إنها الحرب المعلنة على الأخلاق واللغة العربية".
متاعب المدرسة روت الإعلامية "غنية قبي": "في إحدى إكماليات الحي الذي أسكن به، يتبادل الأساتذة فيديوهات مع التلاميذ ...ويرسلونهم إلى المقهى المجاور لإحضار قهوة وبعض السجائر من محل آخر ....تتجمع الأستاذات في نقاش "نسوي " على مرأى ومسمع من التلاميذ...يضطر تلاميذ الإكمالية لشراء كتبهم من الإكمالية المجاورة بسبب الغياب المستمر للمقتصدة ...ولا مرة انتفضت مديرية التربية لشرق العاصمة، رغم أنّ جمعية أولياء التلاميذ تسمّرت عند بابها ....وفي ابتدائية غير بعيدة حديث لتلاميذ لم يتجاوزوا الثامنة عن عذاب القبر (...)". وانتهت "قبي": "لو أنّ متاعب المدرسة اختصرت في فيديو المعلمة إياها، لكنا على مشارف ...الخلاص". ولفت الزميل "عبد الرزاق ابن أبي القمح" إلى أنّ "بن غبريط لم تحقق في شطحة الواي الواي ومهازل النقل والمطاعم المدرسية، لكنها قررت معاقبة معلمة تريد تدريس الأخلاق واللغة العربية لتلاميذها"، واستنتج: "عندما تغيب البوصلة كل شيء ينحرف عن مساره". وعلى الريتم ذاته، ركّز "إسماعيل مقطوف": "معاقبة هذه المعلمة نتيجة انتهاكها لخصوصية التلاميذ، وعدم التزامها بالقانون الذي يمنع التصوير داخل الأقسام الدراسية بدون إذن الأولياء أو الإدارة.... ماذا عن لجنة التحقيق الوزارية في قضية تسريبات البكالوريا التي لم تظهر نتائجها لحد الآن؟ ثم تأتي لمعاقبة معلمة دافعت عن اللغة العربية؟!!.. وهل هذه المسكينة صوّرت تلاميذها في وضعيات مشبوهة مثلا حتى تعاقب ؟!!!.. لماذا لا يتم التحقيق في المعاناة اليومية للأطفال المتمدرسين في المناطق النائية الذين يقطعون يوميا عشرات الكيلومترات للوصول إلى مقاعد الدراسة ومنهم من يستنجد بالحمير كي يصل؟ وحرص "سعيد ميلي" عى التنويه ببادرة "صباح": "ألف شكر وتقدير لهذه المعلمة المحترمة التي أعطت درسا في الأخلاق وفي فصاحة اللسان وخاصة في اللغة العربية التي غابت في المجتمع الجزائري . تكلمت عن الإسلام نحن مسلمون ... تكلمت عن الجنة كلنا نتمنى الجنة ....أين الخلل ... خفتم من فافا ستحشرون معها.... أين العيب أو الخلل في هذه المعلمة ... أشاطرها مليار مرة وأقول لها بوركتي يا ابنتي على الدرس.... وواصلي على هذا الاتجاه .... لو كان حفل صفق له الجميع لكن في الأخلاق يعاقب. .. صحّحوا أنفسكم.... قبل أن تعاقبوا الناس". وأبرز "حمزة عتبي": "الأساتذة يقررون تسجيل فيديوهات داخل الأقسام مع التلاميذ ونشرها في فيسبوك، تضامنا مع المعلمة صباح، #تضامنا_مع_صباح # كاد_ المعلم_ أن _ يكون_رسولا".
عشرات الفضائح خارج السطر انتهت "فضيلة مختاري":"تكلمت عن الأخلاق فوجدت نفسها محل تحقيق وزاري، معالي الوزيرة هناك المئات من التلاميذ يقطعون مئات الكيلومترات للوصول إلى مدارسهم منهم من يركبون الحمير، وهناك من طردوا تعسفا دون أن يكملوا دراستهم، وهناك أساتذة ومعلمون متعاقدون حرموا من وظائفهم وهناك عشرات الفضائح التي لم يفتح بعدها تحقيق.... هذه هي المواضيع التي يجب عليك أن تفتحي فيها تحقيقا عاجلا وليس متابعة معلمة بتهمة تدريس الصدق والوفاء والإرادة ضمن مادة الأخلاق بلغة تدريسها وهي مادة اللغة العربية". وشدّدت "مختاري": "تصوير الدروس ليس جريمة ...الجريمة هي معاقبة معلمة لأنها قدمت درسا في الأخلاق بلغة عربية راقية جدا، تحية إلى كل المعلمات من يقدمون دروسا في الأخلاق قبل حل التمارين ... العلم أخلاق معالي الوزيرة". شاهدوا الفيديو