حرصت كل من روسيا وقطر، الخميس، على "التحجيم" من شأن لقاء الجزائر النفطي المرتقب الأربعاء المقبل، بالتركيز على "لا رسمية" الموعد، واستبعاد توصل الاجتماع إلى أي تقليص للإنتاج. في بيان أصدرته وزارة الطاقة القطرية، شدّدت الأخيرة على أنّ المباحثات التي ستجريها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بالجزائر ستكون "اجتماعا غير رسمي استعدادا للاجتماع الدوري للمنظمة المقرر في 30 نوفمبر القادم"، وجرى وقال وزير الطاقة القطري "محمد السادة" الذي يشغل منصب الرئيس الحالي لمؤتمر أوبك، إنّ اجتماع الجزائر يستند إلى قرار تم اتخاذه في الاجتماع السابق لأوبك والذي عقد في جوان الماضي. من جانبه، أعلن وزير الطاقة الروسي "ألكسندر نوفاك" أنّ خيار تقليص حجم إنتاج النفط لدعم الأسعار لن يطرح خلال اجتماع الدول المنتجة في الجزائر، مشيرا إلى أنّ الاقتراح المطروح هو تجميد الإنتاج. وردا على سؤال بشأن خيار تقليص الإنتاج بنسبة 5%، قال "نوفاك" للصحفيين: "هذا الخيار حسب المعلومات المتوفرة لدي لم يطرح.. هناك اقتراح للتجميد فقط، وتوقّع "نوفاك" أن يشهد اجتماع الجزائر محادثات بناءة، مؤكدا أنّ موسكو مستعدة لتنسيق إجراءاتها بشأن سوق النفط مع المنتجين الآخرين. بدوره، أكد "كيريل مولودتسوف" نائب وزير الطاقة الروسي قدرة روسيا "نظريا" على خفض إنتاجها النفطي بنسبة 5%، منوها إلى أنّ مسألة التخفيض بحثت في وقت سابق من العام الجاري مع شركات النفط الروسية، وبرأي "مولودتسوف" فإنه يمكن السيطرة على سوق النفط من خلال خفض حجم الإنتاج بنسبة 5%.. وبلغ إنتاج روسيا النفطي 10.71 ملايين برميل يوميا في أوت الأخير، فيما لامس إنتاجها الثلاثاء الماضي مستوى قياسيا عند 11.75 مليون برميل، وهو ما وصفه "مولودتسوف" ب "المستوى الواقعي تماما بالنسبة لروسيا". من جانبه، صرّح "فلاح العامري" مندوب العراق لدى منظمة "أوبك": "ظروف سوق النفط باتت أفضل للمنتجين في العالم للتوصل إلى اتفاق لدعم السوق، إذ أنّ إنتاج إيران بات أعلى من ذي قبل بعد رفع العقوبات عنها، متوقعا أن يكون اجتماع المنتجين في الجزائر هذه المرة مختلفا". ومن المتوقع أن تحاول منظمة "أوبك" ومنتجون من خارجها إحياء اتفاق لتثبيت الإنتاج عندما يجتمعون بالجزائر بين الاثنين والأربعاء، وذلك بعد أن انهارت مبادرة مماثلة في الدوحة بحر أفريل المنصرم بسبب رفض إيران فرض قيود على إمداداتها. وكان وزير الطاقة "نور الدين بوطرفة" أبرز قبل 72 ساعة، تطلعه إلى تجنيب اجتماع الجزائر النفطي أي فشل، متوقعا أن يسهم نجاح اللقاء في القفز بسعر النفط إلى خمسين دولارا، وربط تسجيل طفرة بترولية بضرورة تجميد الإنتاج وتسويق المخزونات.