اقترحت المملكة العربية السعودية تقليص إنتاجها من النفط شرط موافقة منافستها إيران على تثبيت إنتاجها هذا العام، ما يمثل حلا وسطا قبل المحادثات المقررة في الجزائر الأسبوع المقبل لبحث سوق النفط. ونقلت وكالة "رويترز"، الجمعة، عن ثلاثة مصادر، أن العرض السعودي، الذي لم يتم قبوله أو رفضه من قبل طهران بعد، طرح هذا الشهر. وأشارت المصادر التي اشترطت عدم الكشف عن أسمائها، إلى أن الرياض مستعدة لخفض إنتاجها إلى أدنى مستوى بلغه الإنتاج من هذا العام مقابل تثبيت إيران لإنتاجها عند المستوى الحالي البالغ 3.6 مليون برميل يوميا. ومن المتوقع أن تحاول منظمة "أوبك" ومنتجون من خارجها إحياء اتفاق لتثبيت الإنتاج عندما يجتمعون بالجزائر في الفترة من 26 إلى 28 سبتمبر، وذلك بعد أن انهارت مبادرة مماثلة في الدوحة في أفريل بسبب رفض إيران فرض قيود على إمداداتها. وقال أحد المصادر "إنهم (السعوديون) مستعدون للخفض ولكن على إيران أن توافق على التثبيت." ولم يفصح المصدر الأول عن مقدار الخفض الذي تنويه الرياض إذا وافقت إيران على تثبيت إنتاجها عند 3.6 مليون برميل يوميا وهو معدل إنتاج الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة. وارتفع إنتاج الرياض منذ جوان بسبب الطلب في الصيف ليصل إلى مستوى قياسي في جويلية عند 10.67 مليون برميل يوميا قبل أن ينخفض إلى 10.63 مليون برميل يوميا في أوت. وقال مصدران إن من المتوقع أن يشارك الحلفاء الخليجيون للمملكة بمنظمة أوبك وهم الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت في أي خفض للإنتاج إذا تم التوصل إلى اتفاق. وذكرت المصادر أن السعودية أكبر منتج في أوبك ستتحمل الخفض الأكبر. ويمكن أن يعتبر هذا العرض تحولا في موقف الرياض التي قادت سياسة أوبك الحالية في عام 2014 من خلال رفض خفض الإنتاج منفردة لدعم الأسعار وآثرت الدفاع عن الحصة السوقية في مواجهة المنافسين خصوصا أصحاب التكلفة المرتفعة. وأدى هبوط أسعار النفط إلى ما بين 30 و50 دولارا للبرميل من 115 دولارا للبرميل في جوان 2014 إلى تعزيز الطلب العالمي على النفط وانخفاض الإمدادات المرتفعة التكلفة كتلك القادمة من الولاياتالمتحدة. لكن الإستراتيجية السعودية أحدثت صدعا في أوبك التي واجه أعضاؤها الأفقر أزمة في الموازنة واضطرابات. واضطرت الرياض وحلفاؤها الخليجيون لترشيد نفقاتهم بعد عشر سنوات من الإنفاق العام السخي. ومع اشتداد المعاناة من تدني أسعار النفط وتزايد الضغوط على المالية العامة السعودية لمحت الرياضوطهران إلى استعدادهما لإبداء المزيد من المرونة من أجل دعم الأسعار. مع ذلك انهارت المحاولة الأولى للتوصل إلى اتفاق عالمي بشأن الإنتاج في افريل عندما أصرت الرياض على مشاركة طهران. وقالت إيران إنها لن تنضم إلى أي اتفاق من هذا القبيل حتى تستعيد حصتها السوقية وتعزز الإنتاج إلى مستويات ما قبل العقوبات البالغة نحو أربعة ملايين برميل يوميا. وسيجتمع أعضاء أوبك على هامش منتدى الطاقة الدولي الذي يضم منتجين ومستهلكين في الجزائر خلال الفترة من 26 إلى 28 سبتمبر ، وستحضر روسيا غير العضو بالمنظمة المنتدى أيضا. وقفزت أسعار النفط، الجمعة، بعد أن قالت مصادر لرويترز إن المملكة العربية السعودية قد تقلص إنتاجها من الخام إذا ثبتت إيران إنتاجها هذا العام. ولم ترد طهران بعد على العرض السعودي الذي يأتي قبيل اجتماع وزراء الدول الأعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الأسبوع المقبل سعيا لوقف نزيف خسائر أسعار النفط. وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة فور إعلان الخبر فيما قفز برنت أكثر من واحد بالمئة.