تعتزم سلطات بلدية "سطيف"، اعتبارا من هذا الأحد، إشعال ما لا يقلّ عن خمسين قناعا، في حضور جزائري تونسي مغربي يعتلج بأسئلة الأزمة وتلاطم الرهانات والرمال. برسم رابع ومضات تظاهرة "فوارة شو"، سيعيش السطايفيون 96 ساعة استثنائية مع 50 عملا مسرحيا يندرج ضمن نمط "الوا مان شو" أو ما يُعرف أكاديميا ب "عرض الشخص الواحد" الذي يشكّل أحدث الصيحات التجريبية لفن المونودراما. وفي إفادات توافرت ل "الشروق أون لاين"، ذكر "نصر الدين وهراني" رئيس بلدية "سطيف" إنّ الموعد المخلّد لروح الراحل الحي "محمد مختار شعلال"، حرص على النوعية عبر انتقاء المتسابقين من مجموع 110 عرضا، في محفل لن يقتصر على المراكحات، بل سيشفع بعدة لقاءات ومحاضرات ووصلات وورش تكوينية في الكتابة الدرامية والتمثيل والإخراج. وفي عرس تحتضنه دار الثقافة "هواري بومدين" بعاصمة الهضاب، يحضر الأشقاء من تونس والمغرب لأول مرة، كما سيكون المجال متاحا أيضا لمسابقة مفتوحة لكل الراغبين والهواة من مختلف الفئات والأعمار. بدوره، أوعز "توفيق مزعاش" المدير الفني لأيام "الوا مان شو"، إنّ الأخيرة التي ينظمها ديوان الثقافة والسياحة لبلدية سطيف، تشكّل فرصة لاكتساب نضج أكبر عبر إبراز قدرات فنية كامنة، واستكشاف وجوه وأفكار وتجارب جديدة، وترسيخ قيم تقليد ركحي في منطقة أنجبت عدة فرسان في عالم أب الفنون. وحيال ما يتردد بشأن ترقية التظاهرة إلى مهرجان مستقبلا، كان "وهراني" واقعيا بقوله إنّ خطوة من هذا النوع تتطلب "أموالا ضخمة لا يمكن للبلدية ومديرية الثقافة...تأمينها"، وأعطى رئيس بلدية سطيف الانطباع ب "حتمية تغيير العقليات"، تبعا ل "تعوّد الجمهور على مجانية النشاط الثقافي الذي يعتمد في الأساس على دعم الدولة، وفي ظلّ زهد رواد المسرح في دفع ثمن التذاكر، لا عائدات مادية تجنى من نشاط كهذا". وضمن أيقونة "السياحة الثقافية"، لا يخف المنظمون تطلعهم إلى استغلال الحراك المرتقب في إبراز مزايا مدينة سطيف على درب قيمة مضافة في اتجاهين.