بصعوبة كبيرة وصلنا إلى منزل الضحية "أيوب كلال" 10 سنوات الموجود بالفرع البلدي ضاية البخور في الجلفة، والذي جرفته سيول وادي المبحث صبيحة الجمعة، وذلك بسبب السيول التي قطعت الطريق الوحيد الرابط بين ضاية البخور وحاسي بحبح. ولدى وصولنا إلى منزل عائلة الضحية، لاحظنا حالة كبيرة من الحزن والأسى على سكان التجمع السكني من هول الفاجعة، اقتربنا من والد الضحية "كلال عبد السلام"، الذي حدثنا والدموع تسيل على وجنتيه "أيوب خرج من المنزل رفقة ابني عمه وابن عمته في حدود الساعة الثامنة صباحا، ولما رأيتهم أمرتهم بالعودة إلى المنزل لكنهم طلبوا مني السماح لهم باللعب غير بعيد، غير أنني أجبرتهم على الدخول، ليحاولوا الخروج مرة ثانية، قبل أن تمنعهم جدتهم، إلا أنهم خرجوا في غفلة منا، ولما تفطنت جدتهم لغيابهم أخبرتني بذلك، خرجت للبحث عنهم وبينما أنا في طريقي التقيت مع ابن عمه عائدا يجري، فأخبرني أن "أيوب" قد جرفته سيولالوادي من المكان المسمى "شعبة الشيح" بوادي المبحث، توجهت مسرعا إلى المكان على أمل إنقاذه إلا أنني عندما رأيت قوة السيول قطعت أمل العثور عليه حيا". وأضاف الوالد المكلوم، بعد أخذ نفس عميق "أيوب كان يريد أن ينجح في حياته العلمية، وقد طلب مني إعفاءه من رعي الغنم في هذا الموسم الدراسي بالذات كونه يدرس في السنة الخامسة بابتدائية وداد بن عزوز الموجودة بالمنطقة، من أجل التفرغ للدراسة والمراجعة حتى ينجح وينتقل إلى الطور المتوسط، فوافقت على ذلك، إلى أن الموت كان أسرع وخطفه مني ومن حلمه الذي كان يريد تحقيقه"، من جهة أخرى، قال ابن عم "أيوب" الذي كان متواجدا برفقته "كنا نريد قطع الوادي، وكانت ساعتها السيول خفيفة، قبل أن يسقط أيوب في حفرة ليست عميقة، حاولنا إخراجه منها ولم نستطع، لتفاجئنا قوة السيول، أسرعنا إلى الخروج وشاهدنا "أيوب" تحمله السيول حتى اختفى عن "أنظارنا"، وقد شارك في عملية البحث وانتشال جثة الضحية "أيوب" نحو 30 عونا من الحماية المدنية وفرقة خاصة للغطاسين، وتم العثور عليه جثة هامدة على بعد نحو 5 كلم بوادي المبحث.