فقدت مجددا مدينة غليزان، أحد أبنائها البررة إبن حي القرابة الشعبي الدركي الشاب "بايت عبد المجيد" والذي شاءت الأقدار أن أن يغادر الحياة في ريعان شبابه وهو لم يتجاوز عمره 27 سنة بعد أن حاول إنقاذ روح حين قام أحد المحتجين عن السكن بولاية جيجل بإضرام النار في نفسه والانتحار حرقا، حيث تسللت ألسنة النيران إلى جسمه وسببت له حروقا خطيرة فارق الحياة على إثرها. "الشروق" تنقلت إلى بيت الضحية عبد المجيد الكائن بحي القرابة العتيق بعاصمة الولاية غليزان، ووقفت على حجم الصدمة والفاجعة التي ألمت بعائلة بايت، حيث استقبلتنا العائلة بالدموع والحزن العميق على فقدان الغالي "عبد المجيد" الذي غادرها للأبد بعد ان كان المعيل الأول للعائلة، حيث غيب الموت والده قبل 20 سنة، وتركه طفلا صغيرا لا يقوى حتى على توفير حاجياته الدراسية وقتها، ليقرر بعد نجاحه في البكالوريا ودراسة موسمين فقط بالجامعة أن يلتحق بصفوف الدرك الوطني من أجل مساعدة عائلته الفقيرة. شقيق الفقيد "عبد المجيد بايت" وجدناه في حالة عميقة من الحزن على فراق شقيقه ولم يتمالك نفسه وهو يحدثنا عنه، حيث كان يحلم ان يراه عريسا ويقاسمه فرحة دخول القفص الذهبي، لكن شاءت الأقدار أن يرحل وهو في ريعان شبابه ويزف للدار الآخرة بثوب أخضر معطر بدمائه الطاهرة في سبيل إنقاذ روح من الموت. الرقيب عبد المجيد الذي اختار سنة 2009 للالتحاق بصفوف الدرك الوطني تاركا مواصلة دراسته الجامعية بسبب وضعه الاجتماعي، حيث تعاني عائلته الأمرين ولم تقدر على توفير متطلبات الدراسة ليحقق حلمه بالانخراط في صفوف الدرك الوطني والتي كانت المهنة التي منحته الأمل في الحياة ومساعدة عائلته الفقيرة وكان المعيل الأول لها. معارفه أجمعوا على طيبته وأخلاقه الفاضلة وحسن المعاملة، وكان الجميع يحترمه ويقدره ولم يصدق أحد خبر وفاته باعتباره شابا يافعا كان يحلم بمساعدة شقيقه على الزواج، وعائلته لحد كتابة هذه الأسطر لا تصدق خبر وفاته بطريقة بطولية أراد من خلالها مساعدة شخص يريد الانتحار وإنقاذه من الموت ليخاطر بنفسه ويلقى ربه متأثرا بحروق خطيرة لم يستطع جسمه تحملها..