تواصل المصالح الأمنية المختصة، تحقيقاتها بعد مرور خمسة أيام، من اغتيال الشرطي عمار بوكعبور، وتتواصل الروايات وأحيانا الإشاعات، حول الحادثة والجهة المنفذة للعملية وحتى الوسيلة المستعملة في الجريمة. وأكد مصدر ل "الشروق"، أن الوسيلة المستعملة كانت مسدسا أوتوماتيكيا وليس كلاشنيكوف، كما تم تداوله، ما يجعل فرضية أن تكون العملية إرهابية مستبعدة، ولا دليل لها، خاصة أن الاستناد على إعلان ما يسمى بوكالة أعماق التابعة للتنظيم الإرهابي التي قالت إن منفذي العملية تابعون لداعش غير مؤسس، باعتبار أن هذه الوكالة ربطت الكثير من الأحداث بداعش بحثا عن الإشهار المجاني للتنظيم الإرهابي. ومازالت الروايات حول الحادثة متناقضة، بين حديث عن كون الجناة استعملوا سيارة من نوع لوغان، وبين من تحدث عن فرار الجناة الثلاثة على أقدامهم إلى حي الأمير عبد القادر المعروف باسم الفوبور، الذي كان منطقة حمراء في العشرية السوداء ولكنه صار آمنا الآن وشبه شاغر من السكان، بعد ترحيل الآلاف من ساكني الأكواخ القصديرية فيه. وفي سياق متصل، قالت السيدة زكية بريك، والدة الشرطي عمار بوكعبور، المغتال بأربع رصاصات غادرة، سهرة الجمعة في مطعم بحي الزيادية بقسنطينة، ل "الشروق"، إنها تتمنى الإسراع في القبض على المجرمين الذين اغتالوا ابنها، الذي تربى يتيما بعد أن فقد والده وهو دون سن السادسة وهو أصغر إخوته، ليعرف أبناؤه نفس مصير اليُتم، وهم دون السادسة من العمر أيضا، وسردت على "الشروق" السيرة الذاتية لابنها الذي يشتغل حافظ شرطة بمصلحة الأمن الحضري الثاني عشر، ضمن فرقة الشرطة القضائية، وليس ضابط شرطة، ولم يسبق أن تعرّض لأي تهديد أو كانت له عداوات مع أي كان بدليل تحركه في كل مكان، وعمله الليلي بطريقة عادية. ويعتبر الشرطي عمار بوكعبور أصغر إخوته الستة، حيث يعاني شقيقان له من مرض عقلي، وثالث في صحة جيدة، إضافة إلى ثلاث شقيقات متزوجات، وقد تكفل الشرطي ضحية الجريمة، بمساعدة عائلته، خاصة أخويه المريضين، ماديا ومعنويا وطبيا، قبل أن يقرّر الزواج منذ خمس سنوات، حيث رزق بابنتين في الرابعة والثالثة من العمر على التوالي، كما كان ينتظر بشغف مولودا ذكرا من زوجته الحامل الماكثة بالبيت، وتمنّت والدته من أصحاب الألسن الطويلة الكفّ عن التعرض لسيرة ابنها الذي أجمع الناس على أنها كانت بيضاء، بدليل الحضور القوي للمعزين من كل مناطق الوطن إلى بيت العائلة في حي الزاوش، وأيضا أثناء تشييع جثمانه في المقبرة المركزية بقسنطينة.