واقع مرّ وكارثي ذلك الذي وقفت عليه "الشروق" بمقبرة "الملح"، التي تقع بمحاذاة الحي الراقي "السلام" بوهران، وبجانب المذبح البلدي، وهو ما خلف حسرة كبيرة لدى كثير من المواطنين، الذين كشفوا عن حقائق مريرة ومثيرة تعيشها المقبرة التي يرقد تحت ترابها رفات الكثيرين من أبناء الجزائر البررة من الشهداء، الذين قدموا الغالي والنفيس لاستقلال البلاد. مقبرة الملح من أقدم المقابر بمدينة وهران، إلا أن ما تعيشه يصعب وصفه بسبب الإهمال واللامبالاة، من طرف المصالح البلدية الغائب الأكبر في إعادة الاعتبار لهذه المقبرة المهملة كليا، بعدما تحولت وبشهادات الكثيرين ممن التقت بهم "الشروق" إلى مكان يرتاده المشعوذون لحفر قبور الموتى ولاستخدامها في السحر والشعوذة، مؤكدين أنهم قاموا بطرد الكثير من النساء وحتى الرجال ممن ضبطوا وهم يقومون بالولوج إلى المقبرة لحفر القبور لاستخدامها في السحر مطالبين بتسليط أقصى العقوبات على هؤلاء، حيث طمست معالم العشرات من القبور ولم يبق منها شيء بسبب عمليات الحفر. وأضاف المتحدثون أن المقابر باتت تغطيها أطنان الأوساخ والنفايات والحشائش والأشجار، كما أن المكان بات مرتعا للمنحرفين لتعاطي الخمور وممارسة الرذيلة والاعتداء على المارة، من دون أي وازع يمنعهم من هذا المجون الذي يقومون به، وتحولت المقبرة كذلك إلى مكان تسرح فيه الكلاب الضالة وتمرح، بعدما سقطت أجزاء كبيرة من الجدار الذي يحيط بالمقبرة وهو ما سهل دخول المشعوذين والمنحرفين، رغم المبادرات التي قام بها عدد من المواطنين ببناء أجزاء من الجدار. المواطنون الذين تحدثوا إلى "الشروق"، طالبوا بالتعجيل في رفع هذه الأوساخ المتراكمة وبالأطنان بمحاذاة المقبرة وداخلها، كما ناشدوا السلطات التدخل لوضع حد لهذه الإهانة وإعادة الاعتبار للمقبرة، ولشهداء الوطن بعدما اقتصرت عمليات التزيين التي قامت بها البلدية على طلاء الواجهة، التي تطل على الطريق الرئيسي المجاور لمقر المجموعة الإقليمية للدرك لكن ما خفي داخل المقبرة كان أعظم وكارثيا.