توّجت الكاتبة الصاعدة "إيمان بن ربيع"، ليلة الخميس، بجائزة "عبد الحميد بن هدوقة" الوطنية الأولى للرواية، بالتزامن أسدلت ستائر عرس حاضرة "برج بوعريريج" ب "نجومية" 35 فارسا ألهبوا مدينة البيبان بتعاطيهم مع منظومة الأدب على مدار ثلاثة أيام "ماراثونية". في ختام الملتقى الدولي الخامس عشر للرواية "عبد الحميد بن هدوقة"، ظفرت الموهبة الشابة "إيمان بن ربيع" (تنحدر من برج بوعريريج) بالجائزة الأولى للرواية المكتوبة بالعربية عن عملها "ياسين"، بينما عادت الجائزة الثانية للواعد "سفيان مخناش" (أصيل عين ولمان) عن عمله "مخاض سلحفاة"، في وقت تمّ حجب الجائزة الثالثة. وفي بيان لجنة التحكيم الذي تلاه رئيسها "إبراهيم سعدي"، ركّز الأخير على "التفاوت الواضح" بين التسعة نصوص المشاركة، وأبرز "عدم الالتزام اللغوي"، وعدم احترام البعض لشروط المشاركة في صورة ترشيح "رواية منشورة". ولأنّ الروايات المكتوبة بالفرنسية أتت متوسطة اللغة والتقنية، جرى إقرار حجب جوائز النصوص المكتوبة بالفرنسية، وطالب "سعدي" بمراجعة الفجوات اللغوية في حال نشر "العملين الفائزين" في صنف الرواية بالعربية. وقالت المتوّجة "إيمان بن ربيع" بأنّ روايتها "ياسين" تحاكي راهن سوريا المثخن، وذكرت إنّ النص محصلة لشهادات حية استقاها شقيقه الصحفي من جولة سابقة قادته إلى بلاد الشام، وركّزت ابنة البرج على أنّها حكت مسار عائلة سورية مهاجرة تطوع أفرادها في العمل الإنساني على مستوى مخيمات اللاجئين. "إيمان" التي تملك في جعبتها نصا روائيا سابقا "سمفونية الموت والياسمين" الذي تطرقت فيه إلى القضية الأم فلسطين، كشفت عن قراءاتها الكثيرة ل "أحلام مستغانمي"، "الطاهر وطار" و"زهور ونيسي"، منتهية إلى أنّها قررت المشاركة في آخر لحظة بتشجيع من شقيقتها الأديبة "نادية بن ربيع". كتاب نفيس في الأفق في غضون ذلك، كان ختام التظاهرة مسكا عبر محاضرة مميّزة للأديبة والناقدة اللبنانية "مها خير بك ناصر" حول "نقد الرواية العربيّة بين الامتهان والإبداع"، واستهجنت في إفاداتها ما سمتها "العلاقة غير الطبيعية بين النقد والأستاذ الجامعي والمبدع"، وشدّدت على النأي بثنائية الابداع والتلقي بعيدا عما نعتته ثلاثية "الانطباعية والتسلية والانتهاء"، مثلما حثت على فكّ إشكالية التنظير للرواية العربية، وإصلاح "الخلل" الذي أصيب به النقد جراء "اقتراض الإجراءات". في الواجهة، ثمّن المنظمون ما جادت به قرائح الأكاديميين ال 35 الذين خاضوا باستفاضة في مختلف مناحي الرواية والفنون بين التجريب والنقد، ما يؤشر على خروج مديرية الثقافة لعاصمة البيبان بكتاب نفيس يحوصل مؤدى دورة 2016. وفي تصريح بالمناسبة، وعد الأديب والناقد الفذّ "السعيد بوطاجين" ب "تجاوز الفجوات"، بينما جاء في التوصيات التي تلاها أ/"قدور رحماني" رئيس اللجنة العلمية ما يلي: 1 -ضرورة استمرار الطابع الدولي لهذا الملتقى كل سنة. 2 - توصي اللجنة بالانفتاح أكثر فأكثر على أدب الشباب المتعلق بالرواية 3 -ضرورة ضبط إشكالية الملتقى ضمن تيمة محددة في ضوء المستجدات الراهنة 4 - توجيه الاهتمام بالمتن الروائي الجزائري في ظل المشهد النقدي العالمي. 5 - ضرورة الانفتاح على الجامعة حتى نضمن الحضور المكثف للطلبة. 6 - توصي اللجنة بتثبيت الجائزة الخاصة بالعمل الروائي. 7- اقتراح تكريم ناقد وروائي ومترجم إلى جانب كاتب روائي.
ترسيخ المحفل في رزنامة البيبان أوعز "عبد السميع بن سعيدون" والي ولاية برج بوعريريج: "يروقني النشاط الثقافي الدؤوب، وسيبقى ملتقى بن هدوقة سنة حميدة وتقليدا راسخا في رزنامة الولاية". ووعد الوالي بقيادة منبت "أبو حفص الزموري" و"عائشة حداد" و"المقراني" نحو مشهد "أكثر رونقا وإشراقا، حتى تبقى شعلة بن هدوقة ساطعة وهاجة في حنايا الجزائر".