رسم المتدخلون والمشاركون في المؤتمر الوطني الأول للفيدرالية الجزائرية للصيادلة، المنعقد على مدار اليومين الماضيين بفندق الهيلتون، مستقبلا زاهرا وورديا للقطاع عكس الواقع البدائي الذي هو عليه الآن، حيث أثار العديد من الصيادلة التحديات الجديدة التي يواجهها القطاع في أقسامه الأربعة والمتعلقة بالجانب الاستشفائي والبيولوجي والصناعي وكذا الصيدليات. وأجمع المختصون أن الواقع الحالي لا يبشر بالخير ويجب تداركه على وجه السرعة، قصد مواكبة التطورات الحاصلة، ورغم أن الأمر يتطلب أموالا كثيرة ووقتا أطول ومنظمة قانونية مستحدثة، إلا انه سيخفض النفقات إلى 6 مرات أقل مما هي عليه. وأكد جيجيك رضا رئيس الفيدرالية، أن هيئته تهدف إلى تطوير العلوم الصيدلانية وتطوير الممارسة الصيدلانية والصيدلي، حيث تم التطرق في المؤتمر إلى التقييم الاقتصادي للصيدلية تقييما علميا يساعد السلطات والمؤسسات على اتخاذ القرارات المناسبة بما يقلص التكاليف ويرشدها، وكذا الممارسات الجديدة للصيدلي بعيدا عن الدور التجاري الكلاسيكي بالإضافة إلى ضرورة تبني تكنولوجية الرقمنة بما يختصر الوقت والمال ويقلل الأخطاء. وطالب المشاركون بمصالح صيدلية علمية استشفائية وفريق مؤهل ومميز لمتابعة الأدوية والتأثيرات الجانبية لها والعديد من الأمور التقنية الإكلينيكية التي تستوجب على الصيدلي الوقوف عليها بدل الدور الإداري الذي يتخبط فقيه منذ 25 عاما. وأضاف جيجيك أن الجزائر مطالبة بتطوير صناعتها الصيدلانية، حيث تواجه تحدي الأدوية البيولوجية والبيوتكنولوجية التي تتطلب تحكما دقيقا في التقنيات الدقيقة، لاسيما وأن الدواء، حسبه، مادة إستراتيجية فهو بعد السلاح يعتبر ثاني أهم منتج عالميا. وقال المتحدث "العديد من الابتكارات والأدوية الجديدة يجب مواكبتها وهي معقدة جدا من أصول بيولوجية وليست كيميائية، وفي الغالب نجهل القيمة المضافة لها في بلادنا وهنا يبرز دور التقييم الاقتصادي للصيدلة". من جهته، أكد كداد عبد اللطيف رئيس قسم الصيدليات الممارسات الصيدلانية على أرض الواقع تعكس نقصا فادحا من حيث الممارسات الصحيحة وهدف المؤتمر هو تصويبها واستحداث دليل لتوجيهها نحو السكة وتحديد مهام جديدة للصيدلي، حيث إن النمط القديم يضع الصيدلي في خانة ضيقة تتجاوزه المهام الإدارية، فالمهمة التجارية يقول كداد أظهرت محدوديتها ويجب تجديدها ويجب وضع الصيدلي أمام مسؤوليته الاجتماعية والأخلاقية.