دخل زهاء 1800 عامل بشركة سوناطرك، الثلاثاء،على المستوى الوطني في إضراب عن الطعام، في شكل امتناع عن تناول الوجبات الغذئية اليومية التي تقدمها، إدارة ذات الشركة للعمال دخل قواعد الحياة. وصف العمال الخطوة التي قاموا بها بمثابة حق دستوري عقب الحركة الاحتجاجية الكبيرة، التي نظموها قبل أيام احتجاجا على ما نعتوه بالظروف غير المريحة التي يعملون فيها منذ 20 سنة. وشل عمال سوناطراك في جنوب وشرق وغرب البلاد شركة سوناطراك وكبدوها خسائر بالملايير بعد توسع دائرة الإضراب بالجنوب إلى سكيكدة وأزيو بوهران، وبقية مناطق نشاط سوناطراك، حيث تقوم هذه الأخيرة بتحضير وجبات يومية تكلف غاليا، غير أن العمال يمتنعون عن تناولها في صورة غصب جماعي منهم، بسبب وصول المفاوضات مع إدارة الشركة الكبرى إلى طريق مسدود الأيام الماضية. وبدت مطاعم قواعد الحياة وأحواض النفط شبه مشلولة في عدة مناطق مما كبد الشركة أموالا طائلة خلال اليومين الماصيين. ووصف العمال معاملة المديرية العامة لهم "بالمهينة" وعدم الاهتمام بمطالبهم التي ظلت عالقة منذ سنوات، في حين تتعامل الشركة مع العمال الدائمين بشكل لائق وتوفر لهم شروط العمل عكس أعوان الأمن رغم أنهم يحرسون قواعد الحياة والمنشآت الغازية الكبرى بالسلاح الناري المرخص من طرف السلطات الأمنية. واكتفى أعوان الأمن الأربعاء بتناول الخبز والماء و"البسكويت" لسد الرمق في أجواء مناخية باردة تحتاج إلى وجبات غذائية متكاملة، خاصة وأن بعض العمال يعانون من متاعب صحية. وحسب تصريح ممثلي أعوان الأمن ل"الشروق" فإن العمال لن يتراجعوا هذه المرة عن تحقيق مطالبهم المتكررة والتي أصبح يعرفها كل إطارات سوناطراك دون استثناء، بما فيهم الوزراء السابقون الذين وعدوهم بتسوية وضعيتهم، ثم تراجعو ا عن قراراتهم، لدواعي تظل مبهمة في حين باء اللقاء الذي جمع ممثلي العمال بالمديرة المكلفة بالموارد البشرية على مستوى المديرية العامة لسوناطراك بالفشل. ويتمسك أعوان الأمن الداخلي بمنحة الوفاة المقدرة ب600 مليون والتي تمنح عادة لذوي العمال عقب وفاة أبنائهم، فضلا عن تجاهل الشركة تمكينهم من منح مختلفة وكذا ساعات العمال شهر عمل مقابل شهر عطلة المحرومون منها، زيادة على امتيازات أخرى لازالت عالقة، في حين أن نظراءهم في الشركة الواحدة يستفيدون منها، وهو ما زاد من امتعاضهم وجعلهم ينتفضون على المستوى الوطني.