فتحت مصالح أمن ولاية سيدي بلعباس، تحقيقاتها حول حادثة وفاة امرأة في العقد الرابع من عمرها في ظروف غامضة أول أمس، بعد فترة قصيرة من إجلائها إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي عبد القادر حساني، أين اكتشف الطاقم الطبي أن جسدها يحمل كدمات وآثار عنف تؤكد أنها تعرضت لضرب مبرح. حسب ما أكده مقربون من عائلة الضحية ل"الشروق"، بعد ما تعذر علينا الاتصال بأفراد عائلتها، فإنها كانت تعاني من اضطرابات نفسية منذ زمن بعيد، استعصى على الأطباء معالجتها، كما عجز الرقاة عن فك معضلتها، ما جعل معاناتها تمتد منذ أن كانت في سن العشرين. وحسب ذات المصدر، فإن أحد أفراد عائلتها استنجد مؤخرا بأحد الرقاة وعرض عليه حالتها، ليتم تحديد موعد تنقله لعلاجها بمسكنهم العائلي الواقع بحي عظيم فتيحة، بعد ما شخص علّتها على أنها "مسّ من الجن"، ظل يسبب لها متاعب نفسية طيلة هذه المدة، وخلال شروعه في الرقية زادت حالتها تعقيدا، ما يكون قد أجبره على استعمال الضرب المبرح لإجبار الجن حسبه على الخروج، وهو ما يكون قد سبب لها كدمات على مستوى مختلف أطراف جسدها، لتتعقد حالتها الصحية بعد فترة من انتهاء علاج الراقي، ما أجبر أفراد عائلتها على نقلها نحو الاستعجالات الطبية، أين بقيت تحت العناية الطبية لفترة قصيرة قبل أن تفارق الحياة. ويكتشف بعدها الطاقم الطبي أنها كانت عرضة لضرب مبرح، الأمر الذي جعل مصالح الأمن تفتح تحقيقاتها لمعرفة المتسبب في ذلك، بينما تم إخضاع الجثة لعملية التشريح من أجل تحديد الأسباب الحقيقية للوفاة. وحسب ما أكدته مصادر أمنية "للشروق"، فإن التحقيقات التي باشرتها مصالح الأمن الحضري الثاني، استدعت السماع لأقول عدد من أفراد عائلة الضحية، لمعرفة الظروف التي واجهتها قبل نقلها للمستشفى ومفارقتها للحياة، كما يرتقب أن يتم سماع أقوال الشخص الذي أشرف على عملية الرقية، بينما ذكرت مصادر استشفائية، أن تقرير الطبيب الشرعي أكد فعلا أن الضحية كانت عرضة لضرب مبرح، بينما لم تكشف عملية التشريح عن إصابة أي عضو للأذى المؤدي لحالة الوفاة، ما استدعى توسيع العملية لتحديد الأسباب التي أدت بالضحية لفقدان الحياة. يحدث هذا، في وقت تداولت فيه بعض الأوساط، أن "الجن" الذي كان يسكن الضحية هو السبب في وفاتها، بعد ما أجبره الراقي على الخروج منها، بينما نفى الشيخ الحاج حجاج مدير الشؤون الدينية والأوقاف بسيدي بلعباس، أن يتسبب الجن في قتل الإنسان مهما كانت الظروف، مؤكدا أن الرقية الشرعية لا تستدعي اللجوء لضرب المريض ولا لشيء من هذا القبيل أبدا، وإنما العلاج بها يكون بتلاوة القرآن الكريم والأدعية، في انتظار ما ستكشف عنه التحقيقات الأمنية المتواصلة حول حقيقة ما كانت عرضة له الضحية.