اندلعت اشتباكات، الجمعة، في منطقة وادي بردى شمال غرب العاصمة السورية دمشق، في حين نفذ الطيران السوري ضربات جوية استهدفت مقاتلين معارضين في محافظة حماة في شمال البلاد، بعد ساعات على دخول وقف إطلاق النار برعاية تركية روسية حيز التنفيذ، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: "اندلعت اشتباكات في منطقة وادي بردى قرب دمشق يرافقها قصف مروحي لقوات النظام على مواقع الفصائل المعارضة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)"، موضحا ً"لم يعرف الطرف المسؤول عن اندلاع تلك الاشتباكات التي تعد خرقاً لوقف إطلاق النار". وقال أحد السكان في منطقة قريبة من الاشتباكات لفرانس برس: "كانت أصوات القصف قوية جداً خلال الصباح، وقد ارتج المنزل أكثر من مرة على وقعها"، مضيفاً "كنت متفائلاً بالهدنة لكن الوضع اليوم يشبه وضع الأمس، لم يختلف الكثير". وتعد منطقة وادي بردى وعين الفيجة المصدر الأساسي للمياه التي تغذي دمشق. وبدأت قوات النظام السوري الأسبوع الماضي هجوماً عسكرياً على المنطقة بهدف السيطرة عليها. وكان أحمد رمضان رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني المعارضة قال لفرانس برس بعد تأكد التوصل إلى اتفاق الهدنة: "نتوقع أن يتوقف الهجوم على وادي بردى مع بدء تطبيق وقف إطلاق النار". واتهمت السلطات السورية الأسبوع الماضي الفصائل الإسلامية والمعارضة في المنطقة بتلويث مصادر المياه من تلك المنطقة ما أسفر عن انقطاع المياه عن دمشق. فيما قالت المعارضة أن النظام هو المسؤول عن تلويث المياه بعد قصفه بالبراميل المتفجرة هذه المنطقة الغنية بالمياه. وفي مواجهة الانقطاع، عمدت السلطات إلى تقنين توزيع المياه على أحياء العاصمة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الطيران السوري نفذ 16 ضربة جوية على الأقل استهدفت مقاتلين معارضين في محافظة حماة، يوم الجمعة. ولم يشر المرصد لسقوط قتلى أو جرحى. وباستثناء اشتباكات وادي بردى وقصف حماة، يسود الهدوء على الجبهات الرئيسية الأخرى في سوريا بعد ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ. ويأتي التوصل إلى الاتفاق الذي أعلنه، الخميس، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووافقت عليه قوات النظام والفصائل، في ضوء التقارب الأخير بين موسكو حليفة دمشق وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة. وهو أول اتفاق برعاية تركية، بعدما كانت الولاياتالمتحدة هي شريكة روسيا في اتفاقات هدنة مماثلة تم التوصل إليها في فترات سابقة لكنها لم تصمد.