لقي العشرات مصرعهم في اشتباكات بين مقاتلي تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" ومقاتلي المعارضة السورية المسلحة شمالي مدينة حلب وفق ما بثته أمس مصادر إعلامية. وذكرت المصادر أن تنظيم "داعش" الإرهابي سيطر على أراض على مقربة من الحدود السورية التركية حيث تنوي تركيا والولايات المتحدة إقامة منطقة عازلة. وأشارت القناة إلى أن هذه الاشتباكات وقعت خلال عملية عسكرية جديدة نفذها تنظيم "داعش" ضد مقاتلين من المعارضة السورية. وكان تنظيم "داعش" شن في الأيام الأخيرة هجوما جديدا على القوات الحكومية السورية المتمركزة في قاعدة جوية شرقي حلب. وبدا تنفيذ اتفاق الهدنة الذي أبرمته مجموعات إسلامية مع قوات موالية للنظام في سوريا صباح أمس لمدة 48 ساعة في عدة مدن سورية، حسب ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "انه تم تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار في الزبداني (ريف دمشق)، والفوعة وكفريا (ريف ادلب) في شمال غرب البلاد عند الساعة السادسة صباح اليوم". وكان عبد الرحمن أشار إلى إبرام اتفاق بين الطرفين على "وقف لإطلاق النار لمدة 48 ساعة في الزبداني" لافتا الى ان "الاتفاق تم بين مقاتلين من تنظيم احرار الشام ومقاتلين محليين من جهة وايران وحزب الله الشيعي اللبناني من جهة اخرى". وما زالت بلدتا الفوعة وكفريا في محافظة ادلب (شمال غرب) حيث الأكثرية من الشيعة، تحت سيطرة النظام ويحاصرهما مقاتلو المعارضة. واشار عبد الرحمن الى عدم التوصل بعد الى اتفاق نهائي يتعلق بخروج آمن للمقاتلين من الزبداني وإدخال المواد الطبية والغذائية إلى كفريا والفوعة. وسبق ان تم إقرار فترات هدنة في عدد من المناطق السورية لإفساح المجال أمام نقل المواد الغذائية والطبية الى المناطق المحاصرة. العفو الدولية: الحكومة ترتكب جرائم حرب ضد المدنيين في الغوطة وذكرت منظمة العفو الدولية أمس أن القصف "الذي لا هوادة فيه" وشن هجمات على 163 ألف شخص من المدنيين المحاصرين في منطقة الغوطة الشرقية، ينبغي النظر إليها باعتبارها جرائم حرب. وقالت المنظمة إن القصف الجوي الذي يتسبب في تدمير مبان سكنية ومساجد وأسواق بينما تقوم قوات الحكومة السورية بإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون والقنابل غير الموجهة إلى المناطق المأهولة بالسكان "في سلسلة من الهجمات المباشرة والعشوائية على المدنيين إنما يرقى إلى مستوى جرائم الحرب". وقال سعيد بومدوحة، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: "تتعرض حياة المدنيين في الغوطة الشرقية على مدار ثلاث سنوات للدمار إثر سفك الدماء والمأساة ... فهم محاصرون من جميع الاتجاهات دون وجود سبيل للفرار من القصف الجوي غير القانوني والهجمات الجوية التي تشنها قوات الحكومة". وقال تقرير المنظمة بشأن منطقة الغوطة الشرقية إن المدنيين واجهوا كذلك "انتهاكات من جانب جماعات مسلحة غير خاضعة لسيطرة الدولة في المنطقة"، وتتقلص لديهم إمدادات الغذاء والمياه والاحتياجات الأخرى. وقتلت قوات الحكومة السورية نحو500 مدني في 60 هجوما جويا على الأقل بالمنطقة في النصف الأول من هذا العام، بحسب التقرير. وذكر التقرير أن هناك 13 هجوما جويا وهجمات أخرى أسفرت عن مقتل 231 مدنيا وثلاثة مقاتلين فقط، يجب اعتبارها جرائم حرب.