عاد الروائي الجزائري الطاهر وطار إلى الجزائر بعد رحلة علاج طويلة قضاها في باريس، وقد حظي وطار مساء أول أمس باستقبال تاريخي بمطار هواري بومدين، حيث كانت وزيرة الثقافة خليدة تومي أول المستقبلين إلى جانب مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام ونخبة من الإعلاميين والكتّاب الجزائريين. وقد ظهر شيخ الرواية الجزائرية في كامل عافيته رغم صوته الخافت الذي لم يفوت عنه فرصة تعبيره عن سعادته بعودته إلى أرض الوطن الذي يحمله في قلبه وهو الذي لم تمنعه فترة تواجده بالخارج من متابعة كل شاردة وواردة في الجزائر عبر الأنترنت والجرائد. وبالمناسبة أكد الروائي صاحب ال74 عاما والذي أجرى عملية جراحية ناجحة بباريس يوم جانفي 2009 أنه لم يحس بالوحدة خلال رحلته العلاجية التي دامت لشهور حيث حظي بزيارة العديد من المثقفين الجزائريين والعرب بشكل يومي من الأردن وسوريا والسودان وبريطانيا. من جهة أخرى وعن عدم زيارته من قبل الروائي المقيم بفرنسا ''محمد مولسهول'' المعروف بياسمينة خضرة قال وطار ''لست غاضبا ولا حاقدا ولا ألومه على عدم زيارتي لأنه مسكين، لكن كل شيء يتغير والعالم يدور من حولنا وكما يقول المثل الشعبي عندنا يطول السفر وينقدع الظفر لأن الإبداع ليس من أبدع لسنة أو سنتين بل لسنوات طويلة''. وفي ذات السياق نفى وطار خبر خصومته مع الروائي واسيني الأعرج الذي أكد أنه كان أول المهنئين له بعد الإعلان عن فوزه بجائزة العويس وهو الذي تربطه به صداقة منذ سنوات هو وزوجته الشاعرة زينب الأعوج. وعن فترة تواجده بفرنسا أفاد الروائي أنها كانت فرصة لولوج عالم الرواية، حيث قرأ نصوص الروائي اللبناني أمين معلوف منها روايته ''سمرقند '' إلى جانب قراءته لقصص باللغة الفرنسية حسن من خلالها لغته الفرنسية. وقد كانت عودة الطاهر وطار إلى الجزائر فرصة مناسبة للكشف عن عنوان روايته الجديدة '' قصيد في التذلل'' والتي يعتزم تقديمها لجمهور الجاحظية في أجل أسبوع واحد. كما وعد ذات المتحدث بأنه سيدعم جائزة مفدي زكريا المغاربية للشعر بقيمة 500 مليون سنتيم لتغطيتها على مدى السنوات الأربع القادمة. وبخصوص تسوية وضعيته القانونية على التراب الفرنسي أكد وطار أنه لا مشكل في إقامته على التراب الفرنسي حيث تحصل أخيرا على الوثائق بعد استجابة وزير الهجرة الفرنسي لطلبه بعد 10 أيام من مراسلته حيث تمت تسوية أوراقه هناك.