عاش سكان حي السعيد بوصبع بالحروش ليلة الجمعة، فرحة عارمة امتدت لساعات متأخرة من الليل، وذلك على إثر عثور قوات الأمن ببلدية الحدائق على الشقيقين جاسر ومصطفى بعد انتهاء التحقيق معهما، على خلفية اختفائهما في ظروف غامضة منذ يوم الثلاثاء الماضي، مما أثار موجة قلق عاتية لدى الأهل والأقارب وكل سكان الحي، لا سيما في ظل استفحال ظاهرة الاختطاف. الشقيقان جاسر ومصطفى بوخيار البالغين من العمر 14 و12 سنة على التوالي والقاطنان بحي السعيد بوصبع كانا قد خرجا من المتوسطة التي يتمدرسان فيها مساء الثلاثاء، واتجها إلى مدينة الحروش التي تبعد عن مقر السكن بحوالي 5 كلم، لمزاولة حصة تدريبية في رياضة الكاراتيه، وخرجا كعادتهما من الحصة في حدود الساعة الخامسة والنصف متجهين إلى محطة المسافرين بالحروش، من أجل الركوب والعودة إلى منزلهما، لكن ذلك كان آخر ظهور لهما قبل أن تنقطع كل أخبارهما، وتحل محلها الشكوك والإشاعات التي اختلفت مصادرها، ولكنها أجمعت على ترجيح احتمال أن يكون الأخوان قد تعرضا إلى اختطاف من طرف مجهولين. وقد ساهم ذلك بشكل كبير في تأجيج نار الحزن والارتباك لدى سكان الحي عامة وبصفة خاصة والديهما اللذين لم تكتحل أعينهما بنوم منذ لحظة اختفائهما، ودفع بالكثيرين إلى مشاركة رجال الأمن في رحلة البحث عنهما في كل مكان ونشر ملصقات إعلانية على كل الجدران إلى غاية الساعة السابعة من مساء الخميس، أين وصل خبر مؤكد مفاده أن مصالح الأمن قد تمكنت من العثور على المفقودين جاسر ومصطفى ببلدية الحدائق بالقرب من سكيكدة وأنهما في صحة جيدة، لتتعالى الزغاريد وأبواق السيارات وتعود الفرحة إلى ذويهما. "الشروق" تنقلت إلى منزل الطفلين وكانت في استقبالهما رفقة جمع غفير من المواطنين وأعوان الأمن، وتحدثت إلى الطفلين اللذين كشفا أنهما نفذا خطة الاختفاء بإرادتهما ولم يتعرضا إلى أي اعتداء أو اختطاف، كل ما في الأمر أنهما أضاعا بدلتيهما الرياضية، فخافا أن يعودا إلى البيت، فيتعرضا إلى توبيخ الوالدين، فاتفقا على المبيت خارج المنزل، وتوجها إلى بلدية صالح بوشعور على بعد 30 كلم من مقر سكناهما، أين قضيا ليلة هناك داخل المسجد دون أن يتفطن إلى وجودهما أحد، حسب قولهما، ثم اتجها مع مطلع صباح الأربعاء إلى رمضان جمال، بعد أن تناولا فطور الصباح بإحدى مقاهي صالح بوشعور، سالكيْن طريقا محاذيا للوادي حتى لا يراهما أحد، وقضيا يومهما الثاني هناك قبل أن يتنقلا إلى بلدية الحدائق، أين شوهدا من قبل المواطنين قبل أن يتم تبليغ مصالح الأمن عبر الخط الأخضر لتتمكن من العثور عليهما بعد 3 أيام من الاختفاء، وتضع بذلك حدا لإشاعة الاختطاف.