قال مسؤولون عسكريون وأمنيون، الاثنين، إن القوات اليمنية والمقاومة الجنوبية التي يدعمها طيران التحالف العربي بقيادة السعودية سيطرت بشكل كامل على مدينة المخا في جنوب غرب اليمن على ساحل البحر الأحمر قرب مضيق باب المندب، حسب ما نقلت وكالة رويترز للأنباء. وذكر المسؤولون، أن سيطرة الجيش اليمني على مدينة المخا ومينائها الإستراتيجي تأتي في إطار عملية عسكرية واسعة بدأت في السابع من جانفي الجاري بمساندة طيران التحالف وأطلق عليها "الرمح الذهبي" بهدف استعادة السيطرة على كامل المدن والمناطق المطلة على البحر الأحمر. ومن هذه المدن والمناطق المطلة على الساحل الغربي لليمن الحديدة وميدي القريبة من الحدود السعودية ومضيق باب المندب الإستراتيجي. وتهدف هذه العملية لإخراج قوات الحوثيين المدعومين من إيران وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح منها. وقال مصدر عسكري لوكالة رويترز للأنباء، إن أكبر مشكلة تواجه قوات الجيش والمقاومة هي مئات الألغام التي زرعها الحوثيون قبل انسحابهم من المدينة. وذكر المصدر، أن قوات الجيش والمقاومة بمساندة طيران التحالف العربي خاضت معركة كبرى استمرت عدة أسابيع لاستعادة المدينة والميناء من أيدي الحوثيين والقوات الموالية لصالح وسقط فيها العشرات من الجانبين. وسقط في الحرب الأهلية اليمنية المستمرة منذ 22 شهراً أكثر من عشرة آلاف قتيل وقرابة 40 ألف مصاب، كما شردت الحرب ثلاثة ملايين يمني وتسببت بكارثة إنسانية في أحد أفقر البلدان في العالم. ويسيطر مقاتلو الحوثيين وقوات الرئيس السابق على معظم السواحل اليمنية الواقعة على البحر الأحمر مما يشكل خطراً على الملاحة الدولية في المنطقة الهامة التي يمر عبرها أكثر من 40 في المائة من إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً. وقال المسؤولون، إن قوات الجيش حققت تقدماً ملموساً في العملية العسكرية لتحرير الساحل الغربي لليمن، تحت إشراف الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف به دولياً بمساندة قوات التحالف العربي، التي كانت قد بدأت بالتوجه إلى مدينة ذباب الإستراتيجية قرب باب المندب، حيث أطلقت العملية العسكرية من محورين الساحلي والجبلي وهو التقدم النوعي الذي توج باستعادة كامل مديرية ذباب. وتشارك في عملية "الرمح الذهبي" قوات كبيرة للجيش اليمني والمقاومة الشعبية الجنوبية بمساندة قوات النخبة الإماراتية ومقاتلات التحالف العربي والبوارج البحرية المرابطة في البحر الأحمر غربي اليمن. وأكد مراقبون عسكريون أن عملية "الرمح الذهبي" تكتسب أهمية كبيرة للقوات الشرعية والتحالف خلافاً لبقية المعارك الدائرة في عدد من المحافظات الأخرى وهو ما دفع التحالف إلى دعم العملية بتعزيزات عسكرية ضخمة شملت مدرعات ودبابات وناقلات جند ومدافع حديثة ومتطورة بهدف كسب المعركة سريعاً والسيطرة على باب المندب. ومدينة المخا مدينة ساحلية تتبع محافظة تعز وتقع على بعد حوالي 94 كيلومتراً غربي مدينة تعز و60 كيلومتراً عن ممر الملاحة الدولي باب المندب وهي نقطة وصل جغرافية بمحافظة الحديدة الساحلية. وأشار المراقبون إلى أن استعادة السيطرة على مدينة المخا ومينائها سيساهم في قطع خط التهريب الرئيسي لقوات الحوثيين وتأمين مضيق باب المندب من مخاطر استهدافه وكذا قطع طريق الإمداد على الميليشيات المتمركزة في تعز والتي تحاصر مئات الآلاف من المواطنين.