يعيش البدو الرحل في ولاية الوادي، ظروف جد قاسية، خاصة طوال السنة، بحكم المناخ القاسي الذي تعرف به المنطقة، ولم تفلح القوافل التضامنية المسيرة من قبل الجمعيات، وحتى السلطات العمومية في إخفاء الكثير من ملامح البؤوس والحرمان والتهميش الذي يعيشه هؤلاء. تعيش المئات من عائلات البدو الرحل في ولاية الوادي، خاصة أولئك المتواجدين في بلديات الشريط الحدودي الثالث مع تونس، وهي الطالب العربي، دوار الماء، بن قشة، في وضعية مزرية، فلا تعليم ولا رعاية صحية، وحتى الغذاء لا يصل إليهم، خاصة في الظروف المناخية القاسية، والتي تطبع المنطقة طيلة فصول السنة الأربعة، فالشتاء يتميز ببرودة شديدة، حيث تصل درجات الحرارة فيها لدرجات الصفر، خاصة في ساعات الليل، والربيع والخريف يتميزان بالزوابع الرملية التي تحجب الرؤية عنهم، وقد تأتي على خيمهم وزرائبهم، أما في فصل الصيف فحدث ولا حرج، حيث تصل درجات الحرارة إلى حدود السبعين درجة تحت الشمس والخميسين تحت الظل. وتشير عديد الجمعيات الخيرية التي سيرت قوافل نحو مناطق الشكشاك، الشارع ، ميه حامد، ميه الشيخ، بيار الذر، وغيرها من المناطق التي يتجمع فيها البدو الرحل، أنهم يتفاجأون وفي كل مرة من مستويات الفقر والحرمان التي يعيشها هؤلاء، فالكثير منهم يعيشون على وجبة واحدة في اليوم، وغالبا ما تكون تمرا وحليبا، او عصيدة، ولا يعرفون من الكماليات شيئا، حتى أنهم تفاجأوا بوجود اطفال، هربوا عندما قدمت لهم الشيكولاتة، ظنا منهم انها حشرة خطيرة، كما اندهشوا من علب الياغورت التي يشهدونها لأول مرة، كما يعاني البدو الرحل في صحراء الوادي من قلة ذات يدهم، وعدم قدرتهم على توفير ألبسة للأطفال الذين كثيرا ما وجدوا عراة وبدون ملابس، اما عن الأمراض المنتشرة بين هؤلاء فذلك حديث آخر، حيث كشف للشروق طبيب شارك في أكثر من قافلة، وجود أمراض اندثرت بعد ان تم القضاء عليها من خلال حملات التلقيح، على غرار الحصبة والجدري والسعال الديكي وغيرها من الأمراض ، هذا بالإضافة إلى وجود حالات مرضية أخرى، تستدعي خضوع أصحابها لعمليات جراحية معقدة، وكثيرا ما يرفض أصحابها التنقل إلى مستشفيات عاصمة الولاية لتلقي العلاج اللازم فيها. كما أن غياب الرعاية الصحية اللازمة كثيرا ما أودى بحياة النساء خلال وضعن حملهن، بسبب الاعتماد على الطرق التقليدية في الولادة، التي غالبا ما تتم في غياب شروط النظافة، وأوضح ذات المتحدث ان الكثير من الأمراض المرتبطة بالنظافة ماتزال متفشية وبكثرة بين عوائل البدو الرحل، كاللشمانيوز وغيرها، وهو ما جعل الجمعيات تتفطن لذلك، إذ غالبا ما تحمل القوافل الطبيبة، معها مواد التنظيف والغاسول والصابون إليهم، لكن ما يثير بدرجة أكبر الأوساط المهتمة برعاية البدو الرحل في ولاية الوادي من جمعيات وأفراد، هو عدم التحاق المئات من الأطفال بمقاعد الدراسة، إذ دعت هذه الأخيرة السلطات المحلية إلى التفكير بجدية، في إيجاد حل فعال لتمكينهم من التعليم، بأي طريقة كانت، والتكفل التام بهم، والقضاء على الأمية بين البدو التي بلغت نسب عالية. وترى الجمعيات أن الاهتمام بتعليم أبناء العائلات المعوزة التي تعيش في الصحراء، سيمكن من تحسين معيشة هؤلاء بشكل أو بآخر.