صورة من الارشيف تفيد المعلومات المتداولة بين قبائل التوارق المنتشرة على الحدود الجزائرية النيجرية أن منطقة شمال النيجر، التي كانت معقلا للحركة المعارضة المسلحة، تحولت بعد استتباب الأمن إلى معاقل لبعض العصابات المسلحة من بقاياها الخارجين على القانون، الذين، وفضلا عن امتهان التهريب، دخلوا في صفقة مع تنظيم "القاعدة" التي عرضت عليهم شراء أي أجنبي غربي يقع في قبضتهم، سيما وأن التوارق حظروا على القاعدة التواجد هناك، مما يرجح أن ما حدث للرعية الفرنسي نفسه سيناريو اختطاف السياح السويسريين والنمساويين الذين ساومت القاعدة بهم بعد "شرائهم" عن عصابة نيجرية مسلحة. * يطرح اختطاف السائح الفرنسي، البالغ من العمر 70 سنة، رفقة سائقه الجزائري، مجموعة من علامات الاستفهام حول هوية المختطفين، فهل هي عصابة، أم أنها عناصر تنظيم ما يسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"؟ لكن ما هو معروف لدى سكان المنطقة من التوارق أن عناصر تنظيم القاعدة لا يجرؤون على الاستقرار فوق أراضيهم شمال النيجر بعد حظرها عليهم منذ أن كان التنظيم بإمرة مختار بلمختار المكنى "أبو العباس"، فمنذ مطاردة هذا الأخير وأتباعه من طرف قبائل المنطقة والقاعدة تتفادى الدخول في مواجهة مع السكان وتكتفي بالتحرك باتجاه دول أخرى دون الاستقرار. * انطلاقا من هذه المعطيات، فإنه يصبح من المستبعد أن تكون مجموعة تابعة للتنظيم الإرهابي قد تنقلت لتنفيذ الاختطاف. لأنها مخاطرة قد تنتهي بالدخول في مواجهة مع السكان، مما يرجح أن تكون العملية من تنظيم عصابة مسلحة من بقايا المعارضة تمتهن التهريب لتجد في النهاية عرضا مغريا من طرف تنظيم القاعدة الذي عرض شراء أي أجنبي يقع في قبضتها، مثلما حدث للسياح السويسريين والنمساويين الذين وقعوا من قبل بين أيدي عصابة نيجرية مسلحة قبضت مقابلا ماليا نظير تسليمهم للقاعدة التي فاوضت بلدانهم وأفرجت عنهم مقابل فدية. * وبالنسبة لما حدث للرعية الفرنسي، وبغض النظر عن سبب مغامرته وذهابه إلى منطقة توتر وما إذا كان لذلك خلفيات مشبوهة، يبقى أن الاعتقاد السائد حول الحادثة هو أن المنطقة لا تعرف تحرك المجموعات الإرهابية، ولم يلمح سكان المنطقة سوى بني جلدتهم من المهربين وعناصر العصابات المسلحة، ولم يحدث أن شوهدت المجموعات الإرهابية على محاور التحرك المعروفة على نحو ما كان قبل سنوات، مما يجعل من وقوع الرعية الفرنسية في قبضة عصابة مسلحة بالشكل الذي حدث للسويسريين والنمساويين، الأمر الأكثر ورودا ولن تتبنى القاعدة في هذه الحالة الاختطاف إلا بعد الاتفاق مع العصابة عن المقابل و تستلمه. * لكن الجديد هو أن العصابات التي قبلت عرض القاعدة في شراء أي أجنبي يقع بين أيديها وأدركت، حسب ما يدور بين سكان قبائل المنطقة، أن التنظيم الإرهابي يطالب بقيم خيالية للفدية تصل إلى 5 ملايين أورو، فيما لا تتلقى العصابات المسلحة نظير "بيعها" للمختطفين سوى الفتات مما يجعل احتمال التفاوض مباشرة مع سلطات بلد الرهينة واردا، خاصة إذا فشل المختطفون في إيصال الرهينة إلى معاقل القاعدة شمال مالي بسبب تضييق باماكو التي وعدت بفعل كل شيء لمنع تمرير الرهينة إلى أراضيها.