أكد مصدر رسمي في نيامي إن رئيس النيجر مامادو تانجا التقى عددا من قادة المتمردين التوارق في منطقة أغاديز شمال النيجر، ووعدهم بالعفو عنهم إذا هم أوقفوا القتال، الذي يخوضونه ضد الحكومة المركزية في نيامي، وسلموا أسلحتهم للجيش النظامي. * وقال تانجا لإذاعة النيجر الرسمية في ختام لقائه في أغاديز نحو عشرة أشخاص يمثلون حركات تمرد التوارق الثلاث، في تصريحات أوردها موقع الجزيرة على الأنترنيت "منذ وقت طويل دعوناهم لإلقاء السلاح والانضمام إلينا في بناء البلد.. نسامحهم، لأننا نريد السلام في النيجر". * وأضاف الرئيس النيجري الذي طالما رفض خلال العامين الماضيين الحوار مع المتمردين ووصف قادتهم بأنهم زعماء "عصابات" و"تجار مخدرات"، أنه "لا يمكننا أن نبني بلدا وفي يدنا السلاح.. عودوا إلى العمل من أجل تنمية بلدكم". * ولم يعلن عقب اللقاء عن أي موعد لنزع سلاح محتمل أو لتوقيع اتفاق سلام، كما لم يعرف رد فعل المجموعات المتمردة على عرض الرئيس النيجري، الذي يبحث عن الوصول إلى اتفاق مع المتمردين التوارق، على غرار ذلك الذي وقع بين الحكومة المالية ومتمردي هذه الدولة التوارق، بوساطة جزائرية قادها سفير الجزائر بباماكو، عبد الكريم غريب. * وهذه هي المرة الأولى التي يوافق فيها الرئيس النيجري تانجا على الاجتماع بقادة متمردين منذ استأنف المتمردون القتال في شمال النيجر مطلع العام 2007 مع ظهور حركة النيجريين من أجل العدالة، وهي كذلك المرة الأولى التي يتوجه فيها الرئيس إلى منطقة النزاع منذ أكثر من عامين. * وتعتبر الأقاليم الشمالية لدولة النيجر واحدة من مناطق نفوذ التنظيم المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الذي وسع من نشاطاته الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي، في المدة الأخيرة، بحيث تحولت هذه المنطقة إلى المكان المفضل لاختطاف السياح الغربيين، وكانت آخر هذه العمليات اختطاف أربعة سياح بينهم بريطاني على الحدود بين مالي والنيجر في جانفي الماضي، ودبلوماسيين كنديين، قبل أن يفرج عن أربعة منهم، فيما أبقي على الرهينة البريطاني وقايضوه بالأردني أبي قتادة الذي أفتى بجواز قتلالجزائريين.