اختطف مسلحون مساء أول أمس 15 جنديا من أفراد الجيش المالي بالمنطقة المسماة "تيجيرات" الواقعة شمال شرق مالي . وقالت وكالة الأنباء الفرنسية التي أوردت الخبر استنادا لمسؤولين في الجيش المالي، إن الجماعة المسلحة التي يتزعمها إبراهيم آغ باهانغا، أطلقت أمس سراح ثمانية جنود آخرين كانت تحتجزهم، على بعد عشرة كيلومترات من الحدود مع النيجر، في حين واصلت الجماعة المسلحة مسيرتها نحو ذات الحدود، وفي هذا السياق، أعلن إبراهيم آغ باهانغا الذي خرج عن اتفاقية الجزائر للسلام في كيدال، مطلع الشهر الجاري انه يسعى لإقامة تحالف سياسي مع المتمردين شمال النيجر. وقد تؤدي هذه الحادثة إلى عودة الاضطرابات في منطقة الصحراء الكبرى، خاصة وان حركة النيجر من اجل العدالة تقود منذ أزيد من سبعة شهور حركة تمرد ضد نظام مامادو تانجا، حيث تطالبه بقدر اكبر من الحكم الذاتي في الأقاليم الشمالية للنيجر، حيث يوجد واحد من أهم احتياطات اليورانيوم في العالم، تعمل شركة "اريفا" الفرنسية على استغلال منجمين لهذا المعدن بالمنطقة. وكان رئيس الوزراء النيجري شرع في جولة إقليمية بداية الأسبوع، قادته إلى السودان وليبيا،وسعى رئيس الوزراء الذي كان على رأس وفد من كبار المسؤولين العسكريين في النيجر لطلب المعونة من هاتين الدولتين لإنهاء التمرد الذي تقوده الحركة من اجل العدالة في النيجر. وقد سبق للرئيس النيجيري مامادو تانجا أن دعا مطلع شهر أوت دول الجوار إلى عقد قمة على أعلى مستوى لمناقشة المسائل ذات الاهتمام المشترك، وقد أراد نظام تانجا أن تتمحور القمة التي يسعى لعقدها حول مكافحة الإجرام وتجارة الأسلحة والمخذرات في المنطقة، حيث عبر عن قناعته بقدرة الدول المحيط بالصحراء على عمل شيء لإجبار من يصفهم برجال العصابات على إلقاء السلاح، في ذات الوقت يتهم مجموعات المصالح و"قوى أجنبية" بدعم هؤلاء المتمردين. من جانب اخر، يثير اشتداد حدة الاضطرابات بمنطقة الصحراء الكبرى مخاوف تكثيف تواجد الجماعات الإرهابية بالمنطقة،الأمر الذي يعطي مبررات إضافية لتطبيق مخطط الساحل الذي وضعته الادراة الأمريكية لمكافحة الإرهاب في هذه المنطقة التي تعتبرها واحدا من معاقل الجماعات الإرهابية في القارة الإفريقية. وير مراقبون في هذا السياق، أن الجزائر تسعى لوقف المد الغربي في المنطقة، من خلال تسوية كل النزاعات التي تبرز في منطقة الصحراء الكبرى، سواء عن طريق الوساطة في حالة ما إذا طلب منها ذلك، أو تسوية النزاعات في كنف الاتحاد الإفريقي. ويذكر في هذا الشأن، اتفاق السلم والتنمية في منطقة "كيدال" المبرم شهر فيفري 2006 بين الحكومة المالية والتحالف الديمقراطي للتغيير، بعد وساطة جزائرية. كما أن الدبلوماسية الجزائرية لعبت نفس الدور عام 1995 بين حركة النيجر من اجل العدالة والنظام النيجيري. حمزة بحري