شهدت المنطقة الشمالية الشرقية لولاية أدرار خلال السنوات الأخيرة إقبالا واسعا من قبل الفلاحين الشباب على استصلاح الأراضي القاحلة وتحويلها إلى جنة خضراء بفضل مختلف الصيغ، والبرامج التي أقرتها الدولة في هذا الإطار لدعم وتشجيع الإنتاج الفلاحي بالمناطق الصحراوية، غير أن التحدي الذي رفعه هؤلاء الشباب وقفت أمامه عوائق، جمة كادت أن تثني عزيمتهم وعلى رأسها مشكل صعوبة المسالك الفلاحية، وانعدام الشبكات الكهربائية بهذه المحيطات الفلاحية. جدد في هذا الإطار مستصلحو المجمعات الفلاحية المتواجدة بمحيطي عين الفتح وسطح عزي بدائرة زاوية كنتة -شمال ولاية أدرار- الأولى ببلدية أنزجمير والثانية ببلدية زاوية كنتة، مطالبهم للسلطات المحلية قصد تهيئة الطرق المؤدية إليها والتي تعاني من عدة اهتراءات و هبوطات تعيق الوصول لهذه المستصلحات الفلاحية التي بدأت في تسويق منتوج الطماطم التي تعتبرا لأولى ولائياً في إنتاجها ويُعتمد عليها كممول رئيسي هام لإدارة محركات مصنع الطماطم برقان. ويزيد طول هذه المسالك الفلاحية عن 17 كلم شرق الطريق الوطني رقم 6، وهو ما يتطلب برمجة مشروع خاص بتهيئة هذا الطريق لتشجيع الطاقات الشبانية للإقبال على هذه المحيطات الفلاحية، التي عرفت ولازالت تعرف إنتاجاً وفيراً في مختلف المنتوجات، سواء تعلق الأمر بالقمح والشعير أو حتى الذرة التي شهدت هذا الموسم منتوجاً وفيراً، يستحق التشجيع. وقد توجه فلاحو المحيطين مرارا للهيئات الوصية، قصد الخروج من هذه الوضعية التي زاد من حدة تأزمها ضعف وانعدام شبكة الاتصالات الهاتفية التي تعيق هي الأخرى وصول عناصر الحماية المدنية، وغيرها في حال وقوع حريق أو أي طارئ لا قدر الله. وقد تلقوا وعودا عديدة لإصلاح مسالكهم الفلاحية، وإعادة الاعتبار لها مرارا من قبل السلطات المحلية و الولائية؛ إلا أنها لازالت على حالها حتى اليوم. وما قيل عن المسالك الفلاحية ينطبق على مشكل الكهرباء، إذ يعاني عديد الفلاحين الشباب والمستثمرين الفلاحيين الناشطين بهذين المحيطين من مشكل عدم وصول الأعمدة الكهربائية إلى مستصلحاتهم، مما يضطرهم لجر كوابل الكهرباء على مسافات طويلة، وهو ما يؤثر على ضعف شدة التيار الكهرباء أو اللجوء إلى استخدام المولدات الكهربائية عن طريق المازوت أو الطاقة الشمسية والتي عادة ما تتعرض للسرقة من قبل العصابات الإجرامية. وأوضح البعض منهم ل"الشروق"أن هذا المشكل لم يسلم منه حتى المستفيدين من الشبكة، إذ يواجهون مشاكل عدة مع مؤسسة سونلغاز تتعلق أساساً بالإنقطاعات المتكررة دون سابق إنذار، مما ينجم عنه خسائر مادية كبيرة على المعدات الفلاحية العاملة بالكهرباء على غرار المضخات، وكذا الارتفاع الفاحش في فواتير الكهرباء التي فاقت عشرة ملايين سنتيم - حسب محدثينا - الذين لوحوا بمغادرة المحيطات في حال استمرار الوضع على هذا الحال. وحسب مصادر" الشروق" فإن مصالح مؤسسة سونلغاز تعكف حاليا بالتنسيق مع المصالح الفلاحية على إيجاد حلول مناسبة لتوسيع شبكة الكهرباء الفلاحية عن طريق إنجاز محطات صغيرة، بالقرب من المجمعات الفلاحية، وبخصوص الفواتير الكهربائية أوضحت نفس المصادر بأن المؤسسة تدارست مع هؤلاء المستثمرين الشباب كل الحلول المناسبة لدفع فواتيرهم التي فاقت ديونها 10 ملايير سنتيم لدى الفلاحين خلال السنة المنصرمة. هذه العوائق وغيرها لم تثن من عزيمة هؤلاء الشباب الذين علقوا آمالا كبيرة على الحكومة للنظر في قضاياهم خصوصا مع التحول الاقتصادي الذي تمر به البلاد نحو الاعتماد على الإنتاج الفلاحي كبديل استراتيجي للنفط.