عادت موجة ضرب الجزائر بأيادي أبنائها المعارضين من جديد، وكالعادة معاقل هذه الحملات دول اختارت لنفسها معاداة الجزائر، فقد تحولت فرنسا إلى قاعدة خلفية لحكومة دعاة الانفصال، حيث يقبع المغني فرحات مهني، فيما أخذت المملكة المغربية على عاتقها استضافة معارضين وفتح قنواتها على نحو الحصة التي استضافت أمين عام حزب الأفافاس الذي أطلق العنان لانتقاد الجزائر، وهو حق ديمقراطي، لكن كان أفضل أن يكون داخل حدود الجزائر أو على الأقل في بلد لا يترصد الجزائر. توالي تحركات معارضين من منطقة القبائل أثبتت التجربة أنهم فقدوا إلى حد بعيد تمثليهم لسكان المنطقة وربما هي محاولة في الوقت بدل الضائع يسعى هؤلاء للتموقع من جديد وجلب ما أمكن من القاعدة النضالية الضائعة. المتتبع لما حدث منذ 20 افريل الجاري لا يفوته أنه شاهد عزوف سكان منطقة القبائل عن نداءات من يعتقدون أنفسهم زعمائها لمسيرات وتجمعات كانت كلها محتشمة، إلى هذا التحرك الذي لم يستسغه دعاته، إلى مسارعة المغني فرحات مهني لإعلانه عن تأسيس حكومة منفى في بلد اختاره للتخندق وهو الآخر بلد يترصد الجزائر فقد أصبحت باريس مقرا غير معلن لحكومة فرحات مهني التي تضم عددا لا يزيد عن 500 شخص. ابريكا هو الآخر أراد استدراك ما لا يمكن استدراكه، فشل في جمع 50 شخصا في معقله بتيزي وزو، راح يبحث عن معاقل مستحيلة فقط للإثارة الإعلامية من خلال تنظيم مسيرة عدد من استجاب لها لا يزيد عن 30 شخصا، وكان واضحا أن الهدف ليس المسيرة، بل اعتقال يرجع مصداقية فقدت عذريتها. وفي تسابق غير معلن ل"زعماء" بدون قاعدة نضالية لمنطقة صنعت الثورة، حيث سبق لأحد رؤساء الأحزاب الديمقراطية أن أشهر سيف الحجاج ضد رموز النظام وأثار فتنة بين أبناء أسرة الثورة ومن قادوها نحو الشموخ بعد الاستقلال. القراءة السياسية لهذه التحركات برأي ملاحظين اختير لها الاحتفال بالربيع الامازيغي بريئة من حيث حق المعارضة التي يكفلها القانون ومبادئ الديمقراطية ولكن غير بريئة، لأن قواعدها الخلفية كانت المغرب وفرنسا.